Halloween party ideas 2015


كيف توّفق المرأة العاملة بين مستقبلها المهني، ومنزلها الذي يتطلب عناية كبيرة منها كونها ربّة المنزل. فبعد أن قطعت النساء شوطاً كبيراً من التحدي مع نفسها اولاً ومحيطها ثانياً إستطعن أن يثبتن أنهن لن تقصرن بأي من ادوارهن بل على العكس وصلن الى أعلى المراكز، فمن الطبيبة، الى الممرضة، موظفة البنك، ومديرة الشركة وغيرهن من نماذج عن أمهات ناجحات في أداء أدوارهن من دون التقصير بدورهن الأساسي وهو "أمومتهن".

في كل البلدان والدول، لا تعمل المرأة لأسباب مادية فقط، بل هي تدخل الى عالم الأعمال لتثبت أنها عنصر فعال في المجتمع، لتؤكد أنها أيضاً جديرة بتحمل المسؤولية، ولتمد يدها الى شريك حياتها وتسانده بكل قواها المادية والمعنوية لبناء عائلة متكاملة ومتجانسة.

المرأة اليوم مديرة شركة، بجدارة وإمتياز وكفاءة عالية، أسست علياء من السعودية شركة إستيراد وتصدير، هي ام لأربعة اولاد، تزوجت في عمر الثامنة عشر من ابن عمها.

اكملت دراستها الجامعية وهي تتحضر لأن تكون اماً، لم تتهاون يوماً في دراستها، في النهار تهتم بكل ما يتعلق بالأولاد، وبعد قيامها بكل تدابيرها المنزلية والسهر على ارضاء رغبات عائلتها، تسهر بدورها على مستقبلها.

اكملت سنواتها الجامعية وحصلت على شهادتها بدرجات عالية لتكون من بين المتفوقات. وفي كل تلك السنوات حصلت علياء على دعم معنوي وحسي من زوجها محمد الذي لطالما شجعها على اكمال دراستها واعداً ان يساندها في مسيرتها المهنية.

وكان وعد محمد صادقًا ليعاون زوجته وام اولاده في تأسيس شركتها الخاصة، لتتربع علياء على عرشها ومن دون منازع، فتكون مسؤولة العمليات فيها، وقد باتت الشركة ذائعة الصيت في السوق التجاري، وتنافس الشركات العالمية. ورغم كل هذا النجاح المهني، لم تتهاون يوماً الأم العاملة في اداء رسالتها الأولى والأهم، لتجعل من يوميات اولادها المدرسية، فرصة للذهاب الى المكتب وإنهاء بعض الأعمال، ومن ثم العودة الى المنزل قبل وصول الأولاد ليجدوا اشهى الأطباق على مائدتهم، لتساعدهم بعدها في فروضهم المدرسية، والتحدث بكل تفاصيل يومياتهم.

لا تترك علياء اولادها الا بعد استسلامهم للنوم، لتستسلم بدورها لإكمال اعمالها.

كما تعتبر ان وجود مدبرة منزل اساسي في البيت ولكن الأخيرة لا يمكن ان تحل مكان الأم، فهي يمكن ان تساعد في الشؤون المنزلية ولكن ليس في تربية الأولاد فهم بحاجة الى وجود امهم دوماً الى جانبهم خصوصاً خلال سنواتهم الأولى حتى سن المراهقة الحساس.

وتشير الى انها تحاول جاهدةً التوفيق بين دوريها دون التقصير بإحداهما، واذ إضطرت ان تختار بينهما طبعاً ستكون امومتها الخيار الأول والأوحد، لتعطي الاولوية لأولادها ومنزلها الزوجي قبل كل شيء، مضيفةً الى انها تأخذ عطلاً لتمضي مع العائلة اجمل الأوقات كي لا يشعر احد افرادها انها مقصرة في واجباتها.

وليست علياء النموذج الوحيد الناجح للمرأة الموظفة، بل ان سمر من البحرين اثبت انها تجربة اخرى ناجحة لطبيبة اطفال وام لولدان. عندما تزوجت سمر من ماجد لم تكن قد انهت إختصاصها، وبمثابرة دائمة ومساندة زوجها تمكنت من ان تتفوق.

وترى سمر ان من تختار هذه الحياة تتعب كثيراً وعليها ان تكون دقيقة في تصرفاتها، حيث انها مهما تعبت خلال ساعات عملها ان كان من الناحية الجسدية ام النفسية والمعنوية، فعندما تطىء قدماها عتبة منزلها عليها ان ترمي وراء ظهرها كل الأوجاع والتعب، لتدخل الى منزلها انسانة خالية من التوترات فليس لأولادها وزوجها ذنباً في تكدسات عملها.

وتلفت سمر الى انه يربط بين مهنتها وامومتها قواسم عديدة، اذ انها تحب الأطفال كثيراً وهذا ما يجعلها تكون في نظر زوجها أم مثالية اذ انها لا تتهاون في تربية اولادها، فهم اولوية في حياتها، لدرجة انها جعلت من الطابق السفلي لمنزلها عيادة خاصة بها تستقبل فيها الأطفال المرضى، واختصرت عملها بالعيادة، وهذا كله لتكون جنب عائلتها.

كما تحب سهى ابنة سمر الكبرى عمل امها فتساعدها وتستقبل الأطفال وهي لم تتجاوز العاشرة من عمرها، اما عمر فيعشق ان يشاهد والدته تطبب زملاءه في المدرسة فيتفاخر لأنّ أمه هي من تساعد الأطفال على الشفاء.

وتوضح سمر انه لولا تفهم عائلتها لعملها، لا يمكن ان تكون ناجحة في اداء كل ادوارها لأنهم قدموا لها دعم كبير خصوصاً زوجها الذي يساندها ويدعمها، حتى انه يهتم بكل تفاصيل حياتهما. وهي تؤكد ان حياتها العائلية كاملة متساوية والمهنية ايضاً ترضي طموحاتها، ولا تتمنى سوى الا تقصر تجاه عائلتها.

وغيرهن كثيرات من الأمهات العاملات اللواتي استطعن ان يكسرن القاعدة ويعملن لتحقيق ذاتهن من دون التقصير في أي من واجباتهن المنزلية، والتهاون في كونهن أمهات يحددن مصير عائلة واولاد لا يحتاجون سوى الى حضن أمّ.

فمن تستطيع أن تقوم بهذين الدورين من دون تقصير فهي من تربح ذاتها ومستقبلها المهني، وعائلتها التي تتفاخر بها، ومن لا تتمكن لن تختار طبعاً عملاً من الممكن ان لا يستمر، بل تترك كل شيء لتربح عائلتها.

وأنتِ أيتها القارئة العزيزة هل تؤيدين المرأة العاملة، أم تعتبرين أن من تنجح في أداء دورين تكون هي الإستثنائية ومن يفشلن يمثلن اكثرية في المجتمع العربي؟ شاركينا رأيك وأغنينا بخبرتك.

إرسال تعليق

MARIthemes

www.netsailors.com
يتم التشغيل بواسطة Blogger.