انها الاميرة والفارسة، سيدة المجتمع، وقبل كل ذلك، هي الام الحنون. رائدة عربية، تعجز الكلمات عن ايفائها حقها، بجهد وعطاء استطاعت أن تجعل اسمها يلمع في عالم العطاء، الانسانية، والرياضة ايضاً.
هي الأميرة هيا بنت الحسين بن طلال، ملك الأردن الراحل، وزروجة الشيخ محمد بن راشد آل المكتوم، نائب رئيس ورئيس وزراء دولة الامارات العربية المتحدة وحاكم إمارة دبي. برعت الاميرة في مجال الفروسية، وحصلت على ألقاب عدة، الى جانب عملها في مجال الاصلاح الاجتماعي وتقديم المساعدات. استطاعت أن تجتاز بانجازاتها حدود العالم كله، وهي اليوم تواصل مشوارها بارداة ورؤية مستقبلية.
نتحدث عن أميرة هاشمية رائدة، تلفت الأنظار دائماً باطلالاتها المميزة، مثالاً يُحتذى به، وقدوة للنساء العربيات. نتعرف اليها من خلال ملخص عن مسيرتها في مجالات عدة، الى جانب حياتها الشخصية ودراستها الاكاديمية، اضافة الى مشاريعها وانجازاتها.
وُلدت الاميرة هيا، ابنة الملك الاردني الراحل حسين بن طلال والملكة علياء في الثالث من أيار/ مايو العام 1974، وقد توفيت والدتها في حادث تحطم مروحية في 9 شباط، فبراير 1977 وهي في طريق عودتها من جنوب الأردن إلى عمّان. نالت الاميرة شهادتها الثانوية من ثانوية القديسة هيلدا، ثم حازت إجازة في الاقتصاد والسياسة والفلسفة، اضافة الى الماجستير من جامعة أكسفورد. وفي العام 2004، تزوجت من الشيخ محمد بن راشد آل المكتوم، ولهما من الابناء، الشيخة الجليلة (5 أعوام)، والشيخ زايد (عام واحد).
هي الاميرة الشغوفة بركوب الخيل، عشقتها منذ نعومة أظافرها، وشاركت في المسابقات الدولية منذ أن كان عمرها 13 عاما.
هي اليوم، تتابع مشوارها بإرادة وتحدٍ، وتسعى جاهدة الى تطوير رياضة الفروسية، وهي التي تركت بصمات مضيئة في عالم الرياضة، إيماناً منها بأهميتها في حياة المجتمعات العربية. هي حقاً أميرة الرياضة، ترأس الاتحاد الدولي للفروسية، الذي يتخذ من مدينة لوزان في سويسرا مقرا له، بعد أن فازت فى انتخابات الاتحاد المسؤول عن إدارة مسابقات الفروسية في العالم.
تشارك الاميرة هيا في أولمبياد الفروسية، وتُعتبر الأولى التي تفوز ببطولات عربية وعالمية، وأول فارسة عربية تحوز رخصة لقيادة الشاحنات وأول رئيسة لاتحاد عمالي عربي هو اتحاد النقل البرّي في الأردن. كما أسست جمعية الرياضيين الاردنيين الثقافية التي تدعم الرياضيين الاردنيين وتحفزهم الى بلوغ مستويات عالمية في الرياضة.
تؤمن الاميرة هيا بان الرياضة تحسن الحياة تقوي المرأة وتكسر الحواجز بين الدول والافراد.
لا تنحصر نشاطات الاميرة بالشأن الرياضي فقط، بل تتعداه للاهتمام بالقضايا الانسانية والحياتية المعيشية، في مجالات تعزيز الصحة والتعليم والرياضة وقضايا الشباب فى بلدان عدة. تشغل منصب سفيرة النوايا الحسنة لمنظمة الغذاء العالمي، وهى أول سفيرة للبرنامج من العالم العربي وأول سيدة تشغل هذا المنصب على الاطلاق.
وفي نطاق نشاطاتها الامتناهية توجهت الاميرة في العام 2005، الى ملاوي لتشاهد مباشرة أثر الأزمة الغذائية هناك، تحدثت مع الاطفال والنساء، وتم توزيع الأغذية المقدمة من قبل برنامج الأغذية العالمى على أكثر الفئات عرضة للخطر فى الدولة. ولقد ساعدت زيارتها، التى جاءت فى ذروة موسم الجفاف، على جذب انتباه المجتمع الدولى إلى ملاوي في وقت تعد فيه الدولة فى أمس الحاجة لذلك. ولانها تتدفق عطاءً وحيوية قامت الأميرة بتأسيس أول منظمة غير حكومية للمساعدة الغذائية فى العالم العربى "تكية أم علي"، التي تُعدّ مبادرة فريدة من نوعها فى الأردن لتقديم الغذاء والخدمات الاجتماعية للفقراء.
وفي العام 2011، وبعد إصدار مرسوم من الشيخ محمد آل المكتوم، عُينت الاميرة رئيسة لمدينة دبي للرعاية الصحية. إضافة الى شغلها مناصب عدة اخرى.
تسمو بأميرة الفروسية صفات الأميرة الإنسانة التي تحرص دائمًا على تقديم كافة أشكال الإهتمام والرعاية. ونتيجة لجهودها وتفانيها في مجالات عدة، فازت الاميرة في العام 1992 بالميدالية البرونزية في قفز الحواجز في دورة الألعاب العربية السابعة وخلال مشاركتها في دورة الألعاب الأولمبية بسيدنى عام 2000. وفي العام 1993، انتخبها الاردنييون لتكون "رياضية العام"، في رياضة الفروسية، وفي العام 1996، نال فريقها "تيم هارموني"، جائزة اتحاد الاوسكار الاسباني وذلك بعد الانجازات التي حققتها في هذا المجال.
كما تأهلت الأميرة هيا في العام التالي للمشاركة في بطولة العالم لألعاب الفروسية في مدينة خيرز الإسبانية لتصبح بذلك أول سيدة عربية تتنافس في هذه المسابقة العالمية. ومنحها الملك عبدالله الثاني وشاح الدولة الأكبر لمجال خدماتها الانسانية لمحاربة الجوع والفقر في العام 2006. ومؤخراً مُنحت جائزة "الصون في الخير"، التي تُمنح للنساء الرائدات في مجال العمل التطوعي.
نجحت الأميرة هيا من خلال ممارسة رياضة الفروسية في التأكيد على انّ الرياضة ليست حكراً فقط على الرجال في العالم العربي. والى جانب سحر الأميرات التي تتمتع به الأميرة هيا، فانها ذات روح مرحة، خفيفة الظل، يُقال انها ورثتها عن والدتها الملكة علياء. تردد "إذا كان الزواج مدرسة فزواجي من الشيخ محمد بن راشد جامعة".
إنها الاميرة الفارسة التي تركت بصمة في عالم الخدمات الانسانية، وتخطت بها حدود العالم العربي. حبها للعطاء، جعلها ذات شعبية واسعة، وحظيت بجماهرية باهرة، في بلديها دبي والاردن.
إرسال تعليق