Halloween party ideas 2015


"رغبتُ منذ نعومة أظافري أن أكتب"، أجابت ومن دون تردّد هالة كوثراني، هذه الروائية الشابة البالغة من العمر خمسة وثلاثين ربيعًا، وهي متأهلة وأم لولدين.

تنشر هالة اليوم روايتها الثالثة، "علي الأميركاني"، الصادرة عن منشورات دار الساقي في 174 صفحة، وهي بمثابة نشيد وسؤال توجّهه لبيروت.

كان لنا لقاء مع هذه الشابة العربية فتحدثنا عن الخيال، والأدب والحقيقة، كما هي في الحياة اليومية.

شعر أشقر منسدل يعود بنا في الذاكرة إلى بدايات فرانسواز هاردي، ملامح غاية في النعومة، نظرة حالمة، قامة ممشوقة تحت سترة سوداء. مجازة في العلوم السياسية والأدب العربي من الجامعة الأميركية في بيروت، تعترف هالة كوثراني بكل بساطة وصراحة بشغفها بالكتابة وبعالم الأحرف.

ولدت هالة في جنوب لبنان، وتحديدًا في المروانية، الزهراني، وتعترف، وبصريح العبارة، ومن دون لفّ أو دوران، بأنها، ومنذ نعومة أظافرها، قد أحبّت الكتب. والسبب في ذلك يعود حتمًا إلى قراءاتها الكثيرة لمختارات مكتبة العائلة الغنية التي كانت تزيّن جدران غرفة الجلوس. لقد قرأت هالة لمحمود درويش، وجبران خليل جبران، والمتنبي، ونجيب محفوظ، كما قرأت طبعًا لكتاب معاصرين أجانب أمثال أميلي نوتومب، إليف شفق، أورهان باموك، وسواهم...

ولا يخفى عن هالة أيضًا الموسيقى، وإيقاعاتها، وألحانها وتنهداتها، التي طالما نجدها تتراقص بين أسطر الكتاب. وممّن تفضل، أستور بيازولا، ديانا كرال وجان سيباستيان باخ...

أما روايتيها الأولتين "الأسبوع الأخير" و"استوديو بيروت" فترويان الانفجار، وعدم الاستقرار، والهشاشة، وانعدام الأمن والحركة الهائجة للعاصمة اللبنانية. مدينة مترامية الأطراف، لم تتوقّف عن كيد، ومفاجأة وإغراء وإخافة شابة، تملك في خفايا ذاكرتها، وعلى شكل صور لا تمحى، بعض شظايا ثورة "مدينة" ليست كالمدن الأخرى، في أفراحها ومآسيها.

"أما هذه الرواية الثالثة، فهي أشبه بجزء ثالث للروايتين السابقتين، مع تطرّقها لمواضيع جديدة تلتحم وأوجه بيروت المتعدّدة. تعرض الرواية لمحاور مختلفة من بينها البحث عن الهوية والانتماء، ولاسيما انتماء "علي" الذي عاد من الولايات المتحدة الأميركية بعد غياب طويل. أهو أميركي أو لبناني؟ ما حقيقة وضعه؟ أسئلة كثيرة تطرح في الرواية من دون أن يصار إلى الإجابة عليها جميعها. كما تطرح الرواية الرابط بالأم، بالحبّ، بالحنان الذي نحمله للأواصر العائلية، وللطفولة. أعيش هذا الهوس بالأماكن بشكل كبير. فالأماكن تسكنني أكثر بكثير ممّا أسكنها...".

في هذه الرواية، نلمس جرأة ليلى البعلبكي، وتمهيد شيرين درويش عالمة النفس، فتقلّب الكاتبة صفحات الأشخاص، وتكشف ببطء، وتدريجيًا، وعلى طيات الكتاب، الوجه الحقيقي لشخصياتها.

بلغة عربية سلسة، منسابة، بعيدة عن التكلف المصطنع، وبإتقان كامل لتراكيب الجملة والاقتضاب، كتبت هالة كوثراني جملاً قصيرة، عصبية، من دون أن تغضّ النظر عن الغنائية المتناثرة كأبيات شعر. فيظهر في الرواية جليًا، ومن دون أي منازع، حبّ للكلمات، ولنغم الفعل، وفطنة في الكتابة تفوق كلّ أدب. وعند سؤالها عن السبب الذي يدفعها لتكتب، تجيب هالة كوثراني بعد لحظة من التأمل: "أكتب لأتصدّى للوقت الذي يمرّ. أكتب لأواجه وأقاوم، لأقول بأنني موجودة وبأنني أفعل شيئًا... في الواقع، أنا أستيقظ باكرًا جدًا لأكتب. فبسبب التزاماتي المهنية والعائلية، أحاول أن أجد الوقت لأكتب، وهو أمر أحبّ لو أستطيع الاستمرار بفعله: الكتابة...".


إرسال تعليق

MARIthemes

www.netsailors.com
يتم التشغيل بواسطة Blogger.