يشكل التحرش الجنسي مشكلةً كبيرة في المجتمع اليمني إذ تتعرض حوالي 90% من النساء إلى حركاتٍ غير مرغوب بها من قبل أشخاصٍ لا تعرفهم، ناهيك عن الاعتداء وملاحقة الرجال للفتيات الشابات وذلك بناءً على إحصاءات صادرة عن صندوق الأمم المتحدة للسكان.
موضوعٌ بقي بعيدًا عن الأضواء فتناقله الناس لكن لم يجرء أحدٌ من توصيل صرخته الى السلطات المعنية خوفًا من الفضيحة ما سبب زيادةً هائلة بعدد التحرش اليومي في شوارع صنعاء، لتصبح عادةً بشعة يقوم بها الشباب من دون محاسبة.
على ضوء ذلك، قامت مجموعةٌ من الناشطات الإجتماعيات في مجال حقوق المرأة بتنظيم حملةٍ على وسائل الإعلام ومواقع التواصل الإجتماعي بهدف إتاحة المجال أمام الشباب والشابات لمشاركة مشاكلهم على الإنترنت والتكلم عن تجاربهم المريرة للتخفيف من هذه المعضلة وإقرار قانون يحاسب هذا النوع من الاعمال الشاذة.
تمشي النساء في شوارع اليمن ويتعرّضن للمسات الرجال فيلحقونهن من مكانٍ الى آخر، يتفوهون بكلماتٍ نابية ويرسلون القبل المزعجة فتسكت المرأة إحترامًا لنفسها. أما إذا تخطى حدود الإحترام فتصرخ عليه وينتهي الأمر! إلا أنّ ردة الفعل هذه لا تحسّن الوضع بل نحتاج الى كسر حاجز الصمت ولفت إنتباه المجتمع على هذه الظاهرة. ومن غير القانون يحمي المرأة من المعاملة المذرية والسيئة التي يبادلها إياها الرجل اليمني؟
خريطةٌ إلكترونية صُممت لتكون المساحة التي تعبر فيها الضحايا عن التجارب التي خاضتها مع ذكر المكان والوقت بذلك تتحصن النساء، يفضح الرجال ويشكل صناع القرار مستندًا للمطالبة بقانون معاقبة المتحرشين. إضافةً الى هذا، أُنتج شريط فيديو يوعّي على هذه الآفة المنتشرة في المجتمع اليمني ومعارض فنية تعكس التحرش ونتائجه السلبية على نفسية الفتاة من خلال تحف وكتب تروي قصصًا مثيرة ومفاجأة.
على غرار ذلك عبرت فتاة بالغة من العمر 7 سنوات أن رجلًا مسنًا قد تحرش بها على الطريق واضعًا يديه على جسمها ما أثار غضبها لكنها لم تحسن الصراخ خوفًا من والدها والناس الموجودين في الشارع. على أساس هذه الشهادة لن نقبل بهذه المهزلة مهما كان السبب ومهما كانت الخلفيات! لا يسمح لأحد بأن يمسّ شعرة من أمهاتنا، بناتنا، صديقاتنا أو أي فتاةٍ تسير في الشارع العربي!
إرسال تعليق