بعد نجاحها في تناول جوانب مختلفة من الحياة النّفسيّة للإنسان في مؤلّفات سابقة، شانتال ريالاند، أخصّائيّة في علم النّفس، تتطرّق إلى تغييرات الحياة في كتابها "انفجاري الدّاخلي الكبير" وتوفّر من خلاله مجموعة من النّصائح لتحقيق أحلامنا.
في ما يلي، أنقل لكم تطلّعاتها و أهمّ الأفكار التي تحدّثت عنها في حوار سابق لها.
من الملاحظ أنّ النّساء يسعين اليوم أكثر فأكثر إلى إحداث تغيير جذريّ في حياتهنّ فكيف تفسّرين هذه الظّاهرة؟
أعتقد بأنّ النّساء أكثر حساسيّة فهنّ غالبا ما يعتمدن على حدسهنّ وعلى الطّاقات الخفيّة المزعومة. قيم هذا العالم تمرّ بتغيّر تدريجيّ. و النّساء لا تردن خسارة حياتهنّ لربحها. يردن أن يقمن بشيء يحلو لهنّ فعلا و يكون مفيدا لللآخرين و للعالم.
ما هي أحلامهنّ؟
باختصار: عالم أكثر إنسانيّة! الإنتقال من عالم مبنيّ على العدوانيّة و المنافسة الشّرسة إلى مرحلة يستيقظ فيها الوعي و يدرك أنّنا مرتبطون الواحد بالآخر وسائرنا لنا رابط قويّ يجمعنا مع الكون. عندها يصبح مفهوم التّماسك عنصرا في غاية الأهميّة.
بماذا تنصحينهنّ؟
أشجّعهنّ من كلّ قلبي! أنا مقتنعة بأنّه يمكنكنّ القيام بثورة خارجيّة ترجع بالإفادة عليكنّ وعلى المحيطين بكنّ، وبذلك على الإنسانيّة اجمع. الطّريقة الوحيدة للبداية في تغيير العالم هي أن نغيّر ما بأنفسنا و نمرّ من حالة حرب إلى حالة سلم.
لماذا يصعب المرور إلى مرحلة التّنفيذ؟
الكثيير من النّاس يخافون من التّغيير لأنّهم يعتبرونه قفزة نحو المجهول. ثقن بأنفسكنّ. ليست أحلامكنّ محض صدفة بل هي جزء منكنّ. ففي الواقع لا تنتظر منكنّ هذه الأحلام غير تحقيقها. العالم يحتاج إليها و سوف يساعدكم بدوره كما هو مبيّن في كتابي.
ماهي المكابح التي تعرقل المرأة؟ هل يمكننا هنا الحديث عن انعدام للإرادة؟
لا، النّساء لا تفتقرن للإرادة حتّى أنّهن شجاعات للغاية. ولكن، ثقافيّا، تربّين على تمرير الآخرين قبلهنّ. يسهرن على راحة أطفالهنّ، أزواجهنّ و النّاس من حولهنّ و آخر همهنّ هو أنفسهنّ.
كيف نتجاهل ملاحظات المحيطين بنا؟
هذا مهمّ جدّا. في الواقع التفاعل مع الآخرين والعيش معهم يمثّل مصدرا للسّعادة والتطوّر. أنا أيضا أعشق الصّداقة. ولكن عندما تردن التحدّث عن مشاريعكنّ لأصدقائكنّ أو لأفراد من العائلة، هؤلاء الأشخاص سوف يتحدّثون تلقائيّا عن توقّعاتهم وفقا لآرائهم الخاصّة وتجاربهم الشّخصيّة. وبما أنّ حشدا من النّاس كبتوا إبداعهم و لم يحقّقوا ما كانوا يطمحون إليه، لا تستغربي من أن تتلقّي منهم هجمة من الإنتقادات و إحباط للعزائم. لذلك لا تتحدّثي إلاّ لأشخاص يصغون إليك بتفهّم و ينصحونك بعقليّة و إيجابيّة و يشجّعونك على ما فيه خير لك و للإنسانيّة جمعاء. هؤلاء الأشخاص تعرفونهم جيّدا، هم من حقّقوا أحلامهم.
مالذي ينبغي أن تقبله النّساء في سبيل تحقيق أحلامهن؟
يجب أن تقبل النّساء حقيقة و جودهنّ وأنّ لهنّ الحقّ في تحقيق أحلامهنّ. إن كنتنّ متزوّجات ولكنّ أطفال، أجمل الهدايا التي يمكن أن تقدّمنها لهم هو أن تكنّ سعيدات وهذا ليس أنانيّة على الإطلاق.
كيف نجد الوسائل الكافية للمضيّ قدما؟
اكتبي مشروعك على ورقة و حدّدي بوضوح تام مالذي تطمحين إليه بالضّبط. تحصّلي على معلومات إضافيّة كلّ يوم أو كلّ أسبوع و اتّبعي الخطوات اللاّزمة لبناء مشروعك بشكل ملموس. كوني أيضا مرنة و تكيّفي مع الظّروف و أثري مشروعك أثناء تقدّم مراحل تنفيذه.
بمجرّد تحقيق السّعادة، كيف نستمتع بها؟
لا تجمعن أبدا بين السّعادة والمستقبل. ولكن بالطّبع هذا لا يمنع من التّفكير في مشاريع مستقبليّة. السّعادة هي "الهنا و الآن." كلّما كنتنّ اليوم بخير فسوف تستطعن تحقيق أحلامكنّ بسهولة ونجاعة.
إرسال تعليق