خلق الأدب:
إن عناصر الأدب تحتوي على فروع متعددة وكل فرع منها لا ينقص أهمية عن الآخر. ومن النظر إلى الفروع التالية سنجدها مترابطة ببعضها البعض وهي تعتبر من العناصر المهمة للمعاملة مع الآخرين. عن الحافظ ابن حجر فإن كلمة الأدب مؤخوذة من المأدبة لأنه يدعى إليه (فتح الباري). ومن المتعارف عليه أن الأدب هو عبارة عن حسن المعاشرة والمعاملة مع الآخرين ويعتبر من أولويات التربية الخلقية. فالرسول صلى الله عليه وسلم أعطاه أهمية كبرى حتى جعل غرسه في الطفل وتعوده عليه ليصبح طبيعة من طبائعه الخلقية. فإذا تهاون الآباء في هذا الأمر فستكون العاقبة شديدة على الطفل والآباء، فعاقبته في الدنيا والآخرة. إن الطفل الذي يكتسب الأدب الصالح يفوز بالتفكير الجيد والعادات الحسنة والعمل الصالح ورضا الله، فأما الطفل الذي يكتسب الأدب السيء يفسد عقله وعاداته وطبعه وعمله وبالتالي يكون قد أغضب الخالق وبذلك ينزل عليه السخط والذل الدائم. قال بعض السلف لابنه: "يابني لأن تتعلم باباً من الأدب، أحب إليَّ من أن تتعلم سبعين باباً من أبواب العلم" وقال أبو زكريا العنبري: "علم بلا أدب كنار بلا حطب، وأدب بلا علم كروح بلا جسم" (عن أدب الإملاء والإستملاء، وكتاب الجامع - للخطيب البغدادي).
إرسال تعليق