Halloween party ideas 2015


العنف ... كلمة لم تعد في وقتنا الحاضر مجرد مصطلح لوصف الحروب والأزمات والمجازر التي تلف العالم من حولنا. كلمة خرجت من بين جدران الغرفة الواحدة لتكشف عمّا نجده في العائلات والأسر من "إعتداءات" لفظية وجسدية ومعنوية وإقتصادية وحتى... جنسية تمارس بحق الفتيات والنساء.

وبالرغم من أنّ المرأة، وبفضل جهود منظمات المجتمع المدني، قد قطعت أشواطاً لا بأس بها في الإعلان عن حالات العنف التي تتعرض لها، الدفاع عن نفسها والإعلان عن معاناتها ومعاقبة المعنّف، فهي لا تزال في أحيان كثيرة ضحية بعض العادات والتقاليد والتربية والقوانين الجائرة.

المستشارة في الأمور الحياتية والعائلية جورجينا إبراهيم، والمحامية بالإستئناف والناشطة في مجال حقوق المرأة منار زعيتر تحدثتا لموقعنا عن الإجحاف اللاحق بالمرأة من الناحييتن الإجتماعية والقانونية.

تقول المستشارة في الأمور الحياتية والعائلية جورجينا إبراهيم إنالنساء في مختلف أنحاء العالم يتعرضن لشتى أنواع العنف. نبدأ بالحديث عن العنف المنزلي الذي يحدث في البلاد المتطورة وغير المتطورة.
ففي الولايات المتحدة مثلاً، تتعرض إمرأة للضرب كل ١٨ ثانية، ويصدر حوالي ٧٠٪ من الجرائم المرتكبة بحق النساء عن الأزواج.
وفي أفغانستان وباكستان، تتعرض النساء للحرقمن قبل أفراد العائلة لمعاقبتهنّ. إذاً، العنف موجود في كل المجتمعات سواء كانت متطورة أو تدعّي التطور. ناهيك عن الممارسات الكثيرة التي ترتكب ضد المرأة، مثل تفضيل الولد على البنت، والتحرش الجنسي والاغتصاب وختان البنات وغيرها من أوجه العنف الذي يؤدي إلى أذية المرأة جسدياً ومعنوياً.

أين يكمن دور التربية الصحيحة والتوعية في نشر ثقافة اللاعنف ؟

علينا بالحديث عن دور الأهل في إرساء أسس هذه الثقافة، حيث تعامل البنت مثل الصبي، وتعطى حقوقها كاملةً لأنها، قبل أن تكون "فتاة"، هي إنسان. فعلى الأهل أن يعاملوا أولادهم بشكل عادل ومن دون تفرقة، من حيث تأمين حق التعلم والإحترام والحقوق والسلامة.

لماذا ننظر الى الفتاة على أنها مخلوق ضعيف ولا يمكنه الدفاع عن النفس؟

لقد خلق الله الرجل والمرأة وأعطى لكلٍ منهما صفات مختلفة، كي يكمّلا بعضهما! فلقد خلق الرجل وأعطاه عضلات أقوى من عضلات المرأة، إذا كنا نتحدث عن القوة والبنية! وأعطى المرأة القدرة الجسدية على إنجاب الأولاد! إذاً، كان الفرق بالشكل الخارجي. ولكن، أعطاهما العقل والذكاء من دون أن يفّرق بينهما في هذا الموضوع!

هل ممكن التصورأن الله خلقهما متشابهين في كل شيء؟ أي أن كلاهما قوي من حيث القدرة الجسدية أو أن بإمكانهما إنجاب الأولاد؟ طبعاً لا!! حكمة الله لا مثيل لها، ومن قلة الإيمان القول إن الله خلق كائناً ضعيفاً! المرأة ليست ضعيفة، وليست القوة بقوة العضلات. ولو كانت فعلاً ضعيفة، لما كانت قادرة على تحمّل آلام الإنجاب.

كيف نستطيع تقوية الفتاة للمطالبة بحقوقها وقول " لا " عند اللزوم؟

الفتاة إنسان له عقل وقلب وروح. الفتاة خلقت لتكمّل الآخر، لا لتكون مكسر عصا! على الأهل والمدرسة والمجتمع الإعتراف بحقوق المرأة وإحترامها وتطبيقها! وعندها فقط، ستتمكن الفتاة من الوثوق بنفسها وإتخاذ القرار الذي تراه مناسباً. فتقول "نعم" عندما تريد، و "لا" عندما تشاء، من دون أن تخاف من عواقب قراراتها!

هل الفتاة مكرهة على أن تبقى دائماً أسيرة العادات والتقاليد والصمت؟

من الذي "إخترع" العادات والتقاليد؟ طبعاً أشخاص كانوا بمراكز قوة. من الذي كان يتمتع بالقوة، من مئات السنين؟ الرجال!

وقد وضعوا بطبيعة الحال قوانين إجتماعية تخدم مصالحهم. في ذلك الوقت، لك يكن أحد يبالي بمصالح المرأة. أما الأن، فقد تغيّرت الأمور وعلى المرأة أن تفعل ما يناسبها من دون الخضوع للتقاليد، خاصةً تلك التي تهمّش قيمتها.

برأيك كيف تنتهك حقوق المرأة في مجتمعنا العربي؟ وما أبرز هذه الإنتهاكات؟

كثيرةٌ هي الطرق التي تنتهك فيها حقوق المرأة في المجتمع العربي. مثلاً القيود الإجتماعية الخانقة التي تمنع المرأة من إتخاذ القرارات التي تناسبها، خاصةً المتعلقة بالزواج وعدد الأولاد أو حتى تربيتهم. القوانين القديمة المجحفة التي تعامل المرأة على أنها مواطن فئة ثانية، لا يتمتع بكل الحقوق التي تنص عليها شرعة حقوق الإنسان، وحتى تواجدها في المراكز السياسية التي تمنحها إمكانية إتخاذ قرارات من شأنها تحسين ظروف المرأة في مجتمعٍ ما. أضف الى ذلك حق المرأة في المشاركة بالحياة السياسية ولا زلنا نسمع عن "الكوتا النسائية" في البرلمان! أليس هذا من أبشع الانتهكات التي ممكن أن نتكلم عنها؟

ما هي أبرز التحديات التي تواجه المرأة اليوم وتحول دون وصولها الى حقوقها، وبماذا تنصحين؟

كثيرةٌ هي التحديات التي تواجهها المرأة، أهمها العمل على تغيير صورتها في المجتمع، من صورة المرأة الضعيفة القنوعة إلى صورة المرأة القوية التي تستطيع أن تنافس الرجل في العمل والسياسة. طبعاً ليس المقصود أن تصبح المرأة كالرجال، ولكن المجتمع لا يصلح إذا كان أحد ركنيه مكسوراً، مهمشاً، منسّياً، مظلوماً، وجاهلاً.

الأستاذة منار زعيتر – محامية بالإستئناف وناشطة في مجال حقوق المرأة- تشّدد على القوانين اللبنانية التي لا تعترف بالعنف ضد النساء.
فقانون العقوبات اللبناني يعالج موضوع الإيذاء والضرب بشكل عام، أي الموجّه من قبل أي شخص تجاه الآخر ولا يخص المرأة تحديداً. ونحن كمنظمات نسائية نضغط بإتجاه وجود قانون خاص أو فصل من قانون العقوبات يراعي موضوع خصوصية العنف الممارس ضد النساء.
لذا نعتبر أن النساء اليوم غير محميّات في القانون وخاصة أن الدولة اللبنانية ملتزمة بعدد كبير من الإتفاقيات ولكن عملياً هذا الإلتزام بقي نظرياً ولم يترجم بقوانين ومراسيم تخدم المرأة.

وتضيف أ. زعيتر: "نحن بحاجة لنص قانوني واضح، ولأسس متممة لهذا النص بدءأ من القضاء الى الأجهزة الأمنية المختصة والمجهزة. فالواقع الموجود يقول إن النساء في لبنان والعالم العربي يتعرضن لعدد كبير من أشكال العنف بدءاً من العنف الجسدي، والإغتصاب والتحرش وزنا المحارم، وصولاً إلى العنف القانوني المتمثل بعدد كبير من القوانين التمييزية منها قانون الجنسية، وقوانين الأحوال الشخصية، وقانون العقوبات نفسه.

وتعتبر أ. زعيتر أن الذي يحول دون وجود هكذا قوانين هو المجتمع الذكوري بالدرجة الأولى الذي يكرّس هيمنة الرجل على المرأة. والسبب الثاني هو تقاعس الحكومات على بث تشريعات تحمي من العنف ضد النساء".

وتختم أ. زعيتر بنظرة تفاؤلية وتقول: "لعل الإنجاز الابرز هو أن المرأة اليوم إستطاعت كسر حاجز الصمت والخوف والتحدث عن معاناتها، طبعاً هذا كله بمساندة وسائل الإعلام التي تضيء على حالات العنف الموجودة.

بدوري أدعو النساء أن يمارسن حقهن بتقديم شكاوى حتى ولو لم يكن هناك نيابة عامة أسريّة وضابطة عدليّة مخصصّة بالعنف الأسري، ولكن هذه الشكاوى تساعدنا على فضح الواقع. ونحن مدعوون لتقديم مساعدة قانونية فعلية وجديّة للنساء رغم الواقع القانوني المجحف بحقهن.

إرسال تعليق

MARIthemes

www.netsailors.com
يتم التشغيل بواسطة Blogger.