تضفي الممثلة الفرنسية إيزابيل أدجاني لمستها الحميمة الخاصة على فيلم "" "" دايفيد والسيدة هانسن" الذي ستظهر فيه قريباً. وقد أجرت معها جوستين بوافان اللقاء الآتي لموقع Journal Des Femmes.
تعبّر بوافان عن حماستها قبيل تبادل الحديث مع إحدى أكبر الممثلات الفرنسيات التي تعتبرها نجمة بكل ما للكلمة من معنى. في دورها الجديد، تجسّد أدجاني دور امرأة يائسة ولا مبالية في الوقت عينه، فتقدّم، وبأداء متقتن، دورًا فيه مزيج مفعم بالعواطف والأحاسيس.
تؤدين مرة جديدة دور بطلة غير مستقرة نفسياً. هل تلاحقك أدوار النساء المجروحات أم أنك تبحثين عنها؟
الاهتمام بالنساء يعني الاهتمام بكل ما يؤثر في حياتهن العاطفية ويومياتهن ونفسيتهن. التحدث عن النساء من دون التحدث عن آلامهن يعني رفض التفكير فيها. لذا أضع في متناولهن ما أملكه كوني ممثلة. أميل الى كشف كل ما يمكنه أن يؤثر سلباً في المرأة وقدرتها على العيش.
للتمثيل إذاً منافع علاجية؟
لطالما شعرت بالحاجة الى إخبار القصص لنفسي، عبر بطلات الدراما الباحثات عن حب وأب وعظمة... ولطالما أيضاً حرصت على التعبير عما عشته (تجارب عائلية، خلافات حب، خيانات)، وعلى أن أعكس آلامي، وأن أتبادله مع الآخرين. لا يكمن للسينما أن تخلّصنا من ظروفنا، ولا يمكنها أن تشفينا، ولكنها ترافق حقيقة ما وتساعد على التوعية وتسهّل التغيير.
هل هي منهجية تميلين فيها الى الدفاع عن المرأة؟
الحكايات التي تنجح فيها النساء في تخطي كونهنّ ضحايا تشعرني بالاضطراب. فنعيش في مجتمع يلقي بالذنب على من يجرؤون على إظهار الضعف. عبر الفن والكتابة والموسيقى والمسرح، نظهر لهم أنه يتعذّر عليهم خداعنا وأننا لا ننسى. أبرز هذا الحانب، لأنه في نظري، كثيراً ما يتمّ نكران ما تعانيه النساء ونواجه قلّة تسامح في وجه المأساة والاحباط.
الشخصية التي تؤدينها تفقد ذاكرتها. هل هي آلية دفاع في وجه الاعتادءات؟
لا تقصد السيدة هانسن ردة فعلها. فلا يمكن للمرء أن يقرر فقدان ذاكرته. إنها مقاومتك العصبية التي لا يسعها تسجيل المعلومات، فتصبح جامدة. وهذه البرودة هي نوع من الدفاع الذاتي. فقد مُحيت ذكرياتها لكي تتمكن من الاستمرار في العيش. هي في سبات مؤقت، ولكنها فاقدة للرغبة. الجميل في هذا الفيلم أنه يتطلب كمًا كبيرًا من المشاعر الانسانية ليوقظ ذاكرة البطلة.
ما الذي أعادك لنفسك؟
المعالجة النفسية أنقذتني. اكتشفت أن على المرء التحلّي بالشجاعة والقوة للمخاطرة. تعلّمت أن أحب بطريقة مختلفة. وبدأت أحب نفسي أيضاً. لو لم أحارب وأتابع علاجاً نفسيًا، لست متأكدة من أن حياتي كانت ستكون ممكنة.
هل يكون الانتحار حلاً؟ هل فكرت فيه؟
فكرت بذلك في الكوابيس فقط، ولكن لم أفكر في إمكانية الانتقال الى الفعل. فحسّ المسؤولية لدي متطور جداً، كما أنني أهتم للآخرين كثيراً وهذا ما يمنعني من وضع حدّ لأيامي.
عانيت أنت أيضاً الموت والانفصال... والشعور بالذنب حتى؟ ما كان الاصعب؟
على غرار الكثير من النساء، لم يكن أمامي خيار آخر غير أن أتكيّف مع الاحداث التي حصلت. فلا أحد يطلب رأيك في ذلك.
هل عرفت كيف تطورين وتغيّرين الامور في مسيرتك المهنية، تماماً كما فعلت في حياتك الشخصية؟
يجب أن أكون مثالاً للمقاومة. وأن أكون عقلانية، غير مدمنة على المخدرات أو الكحول، فهذا بذاته إنجاز!
السيدة هانسن وقحة أيضاً وجارحة ولا تشعر بالندم، الى جانب فقدانها الذاكرة. أليس التخلص من اللياقة أمر مثير للبهجة؟
إنه حلم ناعم. قد يحصل لي ذلك في أوقات أشعر فيها بالتعب من الخبث. لا أتحمّل صورة الغالب والمغلوب. قد أصبح فظة وأتفوه بأي كلام من دون أن أفكر في النتائج.
ألم تصبح لديك مناعة بسبب ما قيل عنك في الصحافة؟
جعلتني وسائل الاعلام أموت بالايدز العام 1987. كان الامر لا أخلاقياً الى حد كبير، حتّى بتت غير مكترثة للأحكام. أحاول أيضاً أن أبقى صادقة وأن أعبّر عن أحاسيسي، فأسيطر على كلامي وأعيد قراءته قبل النشر.
عندما تتحسّن، تصبغ السيدة هانسن شعرها. هل تظّنين أن الجسد أيضاً مرآة لحالة الروح؟
في الفيلم، تحوّل السيدة هانسن شعرها الى اللون الفضي فجأة، بسبب صدمة (تماماً مثل ماري أنطوانيت التي أصبح شعرها أبيض عشية إعدامها). أحب الرمز، والرسالة التي يبعثها اللون. فهو يدلّ على قلقها. فللنفسية دائماً آثارها الجانبية على الجسد.
أنت مرحة ومثيرة للجدل وتتمتعين بالكاريزما. نتساءل إن كان هناك أمور تشعرك بالخوف؟
قضيت حياتي وأنا أحارب الخوف: الخوف من تجربة بعض الامور، الخوف من الانتقال الى أشياء أخرى، الخوف من الموت، من ألا أُعجب الآخرين، الخوف من فقدان الشخص المحبوب، الخوف من ألا يفهمني الآخرون. فالخوف مرض نملكه في ذاتنا، ويؤثر في الجسد: وقد يصيب الكليتين ويتسبب بالأورام. إنه سمّ نفرزه. وهو حالة سيئة جداً. حاولت أن أتخلّص منه عن طريقة العلاجات والتأمل ولكن الامر صعب، خصوصاً إن كان هذا الخوف يلاحقك منذ الطفولة. يمكن دور الاهل في تعليم أولادهما كيف يجدون الطمأنينة.
لا شكّ في أنك تخطيت الخوف من عدم الحصول على تقدير الآخرين بفضل معجبيك...
الامر أكثر تعقيداً من ذلك. فالنجاح المهني والشهرة والاعتراف بالانجازات المهنية لم تكن من الاولويات بالنسبة إليّ.
هل تميلين الى الغموض؟
أنا امرأة تدرك واجباتها وتضحياتها. حرصت على منح الاشخاص الذي يهمونني الأولوية قبل مسيرتي. اليوم، لم يعد أهلي موجودين. وعندما يعيش المرء وحيداً، كما في وضعي، يواجه في كل يوم ألغازاً عدة.
هل أنت قادرة على الاستمتاع برتابة الحياة اليومية بسعادة، من دون شغف وصخب؟
طبعاً. تخطيت فخوخ المظاهر، والانحراف والاغواء. لا أريد حرق نفسي. فأنا أهرب من التدمير. أملك ذكريات رائعة، وحنيناً يشكل مصدر وحي لي، ويعزز لديّ الرغبة في الابداع. من جهة أخرى، وحتى لو لم أكن مثالية، فأنا أُمّ وسأبقى كذلك. هذا كل شيء...
يذكر أن لإيزابيل أدجاني صبيين: بارنابيه، ابنها البكر من المخرج برونو نيوتن، وغابريال كاين (17 عاماً)، وهو ابن الممثل دانيال داي لويس.
بورتريه - لو كنتِ
كلمة: النعمة
نبتة: الخالدة
فيلمًا: "صراخ وتمتمات" (1972) لانغمار برغمان
وصفة: حلوى بالكرز.
مخدرًا: السكر
أغنية: C’est le Printemps لـ Leo Ferre أو Ne me quitte pas لـJacques Brel.
نكهة مثلجات (في الفيلم، من يحبون نكهة الشوكولا حزينون، ومن يفضلون الفانيلا يصيبهم الحنين، ومن يختارون الفاكهة بحاجة الى الترفيه): الورد والحبق.
رجلاً: أوسكار وايلد.
تعبّر بوافان عن حماستها قبيل تبادل الحديث مع إحدى أكبر الممثلات الفرنسيات التي تعتبرها نجمة بكل ما للكلمة من معنى. في دورها الجديد، تجسّد أدجاني دور امرأة يائسة ولا مبالية في الوقت عينه، فتقدّم، وبأداء متقتن، دورًا فيه مزيج مفعم بالعواطف والأحاسيس.
تؤدين مرة جديدة دور بطلة غير مستقرة نفسياً. هل تلاحقك أدوار النساء المجروحات أم أنك تبحثين عنها؟
الاهتمام بالنساء يعني الاهتمام بكل ما يؤثر في حياتهن العاطفية ويومياتهن ونفسيتهن. التحدث عن النساء من دون التحدث عن آلامهن يعني رفض التفكير فيها. لذا أضع في متناولهن ما أملكه كوني ممثلة. أميل الى كشف كل ما يمكنه أن يؤثر سلباً في المرأة وقدرتها على العيش.
للتمثيل إذاً منافع علاجية؟
لطالما شعرت بالحاجة الى إخبار القصص لنفسي، عبر بطلات الدراما الباحثات عن حب وأب وعظمة... ولطالما أيضاً حرصت على التعبير عما عشته (تجارب عائلية، خلافات حب، خيانات)، وعلى أن أعكس آلامي، وأن أتبادله مع الآخرين. لا يكمن للسينما أن تخلّصنا من ظروفنا، ولا يمكنها أن تشفينا، ولكنها ترافق حقيقة ما وتساعد على التوعية وتسهّل التغيير.
هل هي منهجية تميلين فيها الى الدفاع عن المرأة؟
الحكايات التي تنجح فيها النساء في تخطي كونهنّ ضحايا تشعرني بالاضطراب. فنعيش في مجتمع يلقي بالذنب على من يجرؤون على إظهار الضعف. عبر الفن والكتابة والموسيقى والمسرح، نظهر لهم أنه يتعذّر عليهم خداعنا وأننا لا ننسى. أبرز هذا الحانب، لأنه في نظري، كثيراً ما يتمّ نكران ما تعانيه النساء ونواجه قلّة تسامح في وجه المأساة والاحباط.
الشخصية التي تؤدينها تفقد ذاكرتها. هل هي آلية دفاع في وجه الاعتادءات؟
لا تقصد السيدة هانسن ردة فعلها. فلا يمكن للمرء أن يقرر فقدان ذاكرته. إنها مقاومتك العصبية التي لا يسعها تسجيل المعلومات، فتصبح جامدة. وهذه البرودة هي نوع من الدفاع الذاتي. فقد مُحيت ذكرياتها لكي تتمكن من الاستمرار في العيش. هي في سبات مؤقت، ولكنها فاقدة للرغبة. الجميل في هذا الفيلم أنه يتطلب كمًا كبيرًا من المشاعر الانسانية ليوقظ ذاكرة البطلة.
ما الذي أعادك لنفسك؟
المعالجة النفسية أنقذتني. اكتشفت أن على المرء التحلّي بالشجاعة والقوة للمخاطرة. تعلّمت أن أحب بطريقة مختلفة. وبدأت أحب نفسي أيضاً. لو لم أحارب وأتابع علاجاً نفسيًا، لست متأكدة من أن حياتي كانت ستكون ممكنة.
هل يكون الانتحار حلاً؟ هل فكرت فيه؟
فكرت بذلك في الكوابيس فقط، ولكن لم أفكر في إمكانية الانتقال الى الفعل. فحسّ المسؤولية لدي متطور جداً، كما أنني أهتم للآخرين كثيراً وهذا ما يمنعني من وضع حدّ لأيامي.
عانيت أنت أيضاً الموت والانفصال... والشعور بالذنب حتى؟ ما كان الاصعب؟
على غرار الكثير من النساء، لم يكن أمامي خيار آخر غير أن أتكيّف مع الاحداث التي حصلت. فلا أحد يطلب رأيك في ذلك.
هل عرفت كيف تطورين وتغيّرين الامور في مسيرتك المهنية، تماماً كما فعلت في حياتك الشخصية؟
يجب أن أكون مثالاً للمقاومة. وأن أكون عقلانية، غير مدمنة على المخدرات أو الكحول، فهذا بذاته إنجاز!
السيدة هانسن وقحة أيضاً وجارحة ولا تشعر بالندم، الى جانب فقدانها الذاكرة. أليس التخلص من اللياقة أمر مثير للبهجة؟
إنه حلم ناعم. قد يحصل لي ذلك في أوقات أشعر فيها بالتعب من الخبث. لا أتحمّل صورة الغالب والمغلوب. قد أصبح فظة وأتفوه بأي كلام من دون أن أفكر في النتائج.
ألم تصبح لديك مناعة بسبب ما قيل عنك في الصحافة؟
جعلتني وسائل الاعلام أموت بالايدز العام 1987. كان الامر لا أخلاقياً الى حد كبير، حتّى بتت غير مكترثة للأحكام. أحاول أيضاً أن أبقى صادقة وأن أعبّر عن أحاسيسي، فأسيطر على كلامي وأعيد قراءته قبل النشر.
عندما تتحسّن، تصبغ السيدة هانسن شعرها. هل تظّنين أن الجسد أيضاً مرآة لحالة الروح؟
في الفيلم، تحوّل السيدة هانسن شعرها الى اللون الفضي فجأة، بسبب صدمة (تماماً مثل ماري أنطوانيت التي أصبح شعرها أبيض عشية إعدامها). أحب الرمز، والرسالة التي يبعثها اللون. فهو يدلّ على قلقها. فللنفسية دائماً آثارها الجانبية على الجسد.
أنت مرحة ومثيرة للجدل وتتمتعين بالكاريزما. نتساءل إن كان هناك أمور تشعرك بالخوف؟
قضيت حياتي وأنا أحارب الخوف: الخوف من تجربة بعض الامور، الخوف من الانتقال الى أشياء أخرى، الخوف من الموت، من ألا أُعجب الآخرين، الخوف من فقدان الشخص المحبوب، الخوف من ألا يفهمني الآخرون. فالخوف مرض نملكه في ذاتنا، ويؤثر في الجسد: وقد يصيب الكليتين ويتسبب بالأورام. إنه سمّ نفرزه. وهو حالة سيئة جداً. حاولت أن أتخلّص منه عن طريقة العلاجات والتأمل ولكن الامر صعب، خصوصاً إن كان هذا الخوف يلاحقك منذ الطفولة. يمكن دور الاهل في تعليم أولادهما كيف يجدون الطمأنينة.
لا شكّ في أنك تخطيت الخوف من عدم الحصول على تقدير الآخرين بفضل معجبيك...
الامر أكثر تعقيداً من ذلك. فالنجاح المهني والشهرة والاعتراف بالانجازات المهنية لم تكن من الاولويات بالنسبة إليّ.
هل تميلين الى الغموض؟
أنا امرأة تدرك واجباتها وتضحياتها. حرصت على منح الاشخاص الذي يهمونني الأولوية قبل مسيرتي. اليوم، لم يعد أهلي موجودين. وعندما يعيش المرء وحيداً، كما في وضعي، يواجه في كل يوم ألغازاً عدة.
هل أنت قادرة على الاستمتاع برتابة الحياة اليومية بسعادة، من دون شغف وصخب؟
طبعاً. تخطيت فخوخ المظاهر، والانحراف والاغواء. لا أريد حرق نفسي. فأنا أهرب من التدمير. أملك ذكريات رائعة، وحنيناً يشكل مصدر وحي لي، ويعزز لديّ الرغبة في الابداع. من جهة أخرى، وحتى لو لم أكن مثالية، فأنا أُمّ وسأبقى كذلك. هذا كل شيء...
يذكر أن لإيزابيل أدجاني صبيين: بارنابيه، ابنها البكر من المخرج برونو نيوتن، وغابريال كاين (17 عاماً)، وهو ابن الممثل دانيال داي لويس.
بورتريه - لو كنتِ
كلمة: النعمة
نبتة: الخالدة
فيلمًا: "صراخ وتمتمات" (1972) لانغمار برغمان
وصفة: حلوى بالكرز.
مخدرًا: السكر
أغنية: C’est le Printemps لـ Leo Ferre أو Ne me quitte pas لـJacques Brel.
نكهة مثلجات (في الفيلم، من يحبون نكهة الشوكولا حزينون، ومن يفضلون الفانيلا يصيبهم الحنين، ومن يختارون الفاكهة بحاجة الى الترفيه): الورد والحبق.
رجلاً: أوسكار وايلد.
إرسال تعليق