لست بخبيرة في العلاقات الشخصية ولا أدعي معرفة كل ما يجري بين شريكين ولكنني أستمتع بمراقبة إلى أين آل المجتمع اليوم بموضوع الحب والارتباط.
فبعد أن تفاقمت ظاهرة الطلاق في السنوات الأخيرة نشهد موخراً ظواهر جديدة كـ"المساكنة" الزوجية للهروب من تكاليف الطلاق وتداعياته الاجتماعية والعائلية حيث يعيش كلٌ من الزوجين حياته الخاصة بحرية مع البقاء في المنزل الزوجي. ونرى أيضًا بعض النساء اللواتي يقبلن مرغمات بالعنف الزوجي، وبالمساكنة الزوجية، لافتقارهن إلى الإمكانيات المادية والدعم المعنوي لرفض هذا الواقع، كما تنجرّ نساء أخريات وراء العلاقات الجنسية الأحادية بين النساء لكونها علاقات لا تثير الشبهات.
في الماضي، حين كانت المشاكل تقع بين الزوجين كان الأهل يتدخلون لتهدئة الاجواء لان الطلاق كان مرفوضاً والنساء قانعات. أما اليوم ومع تحرر المرأة نسبياً وفي بعض المجتمعات، بات الطلاق أسهل نوعاً ما، إلا أنه، ولاسبابٍ إجتماعية وعائلية يتفق الزوجان على المساكنة، أي العيش في المنزل نفسه لكن في غرف مختلفة متخذًا كلّ منهما حياةً ونمطًا مختلفين غير أنهما، وفي أغلب الأحيان يمضيان يوم الأحد أو المناسبات معاً من أجل الأولاد. وهذا هو الحل الذي يناسب الجميع وهو أشبه بتمثيلية إجتماعية.
وآخر ما تعرفت إليه مصطلح جديد في قاموس العلاقات المعاصرة وهو "FWB" أو "Friend With Benefit" أو الصديق عند الضيق (الجنسي) وهي صداقة سطحية بين شخصين يجمع بينهما الجنس. والمضحك المبكي فيها، وهو الأمر الذي يناسب الطرفين، هو عدم وجود مشاعر أو مشاركة أو عتب أو غيرة فيمكن لأحد منهما أن يكون له عدد من الـ FWB .... وهذا النوع هو كالعلاقات المبرمجة حيث يتفق الشريكان على الهدف ، الجنس إجمالاً، وآليته، وإمكانية اللقاء، وتتجلى هذه العلاقة حين عندما يعيش الرجل في الخارج- فيزدهر الجنس عبر الانترنت. والشرط الأول في هذه العلاقة أنها تنتهي من دون إنذار أو إعتذار.
فبعد الصدمة التي تلقيتها وبعد أن تمكنت من إستيعاب المصطلح، لم أرى فيه أي فرقٍ عن الخيانة العادية لا سيما إن الهدف واحد والاسباب عديدة.
فماذا حصل للعلاقات الغرامية المبنية على الاحترام والمشاركة والغيرة السليمة والالاعيب وغيرها من "منشطات" الحب؟ فهل لحقت به أيضاً موجة التحديث؟ فإذا بنا نحب ونخلص ونضحي نكون "دقة" قديمة وإذا لسنا نملك قصةً جانبية أو سمعنا بفضيحةٍ إجتماعية نصبح غير منتميين إلى المجتمع الذي يدعي أنه مخملي؟ وأي مثل أعلى نعطي لاولادنا؟ وهذا يذكرني بإبن صديقة أتى يسألها يوماً بعد عودته من مدرسته، متى ستطلق مع أبيه لان أهل أصحابه كلهم قد تطلق فأحس بنفسه مختلفاً!
إرسال تعليق