إخترن إجتياز طريق الاستقلالية، إنخرطن في المجتمع بحصانة الشهادة والثقافة الفكرية والاجتماعية والاخلاقية. هن أردن خوض غمار الحياة بكل فصولها، فلماذا نُنزل بحقهن أقصى العقوبات؟ متعلمات، محترمات وهن مستقلات، نعم مستقلات إجتماعيا وإقتصادياً، وهذا لا يجعلهن "ساقطات". ليس من حق المجتمع ان يحكم عليهن لأنهن قررن العيش لوحدهن، ومن قال ان الشرف مرتبط بسقف عائلي؟ فالصالح صالح والخاطىء خاطىء أينما كان، فلماذا النظر اليهن على أنهن " غير شريفات"؟ وما هو الحق الذي يسمح للمجتمع بتهميش نساء إخترن طريق الحرية وكأن الاستقلالية حكراً على الرجال فقط؟
أسباب كثيرة دفعتهن الى مغادرة المنزل مع رجعة أو بدون رجعة، لكنهن صُدمن بالرفض والازدراء لأنه مكتوبٌ على المرأة أن تبقى تحت جناح العائلة أو الزواج. هي تدور في فلك واحد لا يحق لها ان تبني حياتها بثقة وخبرة دون ان يُنزل بحقها أقسى "النعوت".
الصورة التي رسمها المجتمع للمرأة هي سبب ما وصلت اليه اليوم، لقد بنت المعتقدات والموروثات الاجتماعي جداراً عاليا امام المرأة، جعلتها سجينة الـ"هو"، هذا الآمر الناهي في حياتها، وفي حال أرادت التحليق بعيدا عن سربها صدر بحقها أشد العقوبات والاحكام. لماذا لا تواجه المرأة الغربية ما تعانيه المرأة الشرقية؟ لماذا على المجتمع الشرقي ان يدفع ثمن الحرية باهظا، فكيف اذا كان هذا الصوت أنثوياً؟ أيصعب علينا ان نتحرر من قيود الذكورية دون ان نلوم المرأة على خياراتها الناضجة؟ هي إمرأة طموحها الوحيد ان تحقق ذاتها، تعرف تماما انها تقف في رمال متحركة قابلة للإندثار في اية لحظة.
الدوافع كثيرة لرحيل الفتاة عن بيت اهلها ولكن من الضروري معرفة ان المسألة غير مرتبطة، وبأي شكل من الاشكال بالجنس عكس ما يعتقد الآخرون. فالمرأة أبعد ما تكون عن الامور الغرائزية عكس الرجل المسموح له بكل شيء...فقط لأنه رجل. فلماذا مكتوب على المستقلات ان يتصدين على جبهة مفتوحة، فيطلقون الاشاعات عليهن 24\24؟
إرسال تعليق