أول من رسم خريطة العالم
أول من رسم خريطة العالم، هو العالم المسلم والمغربي الأصل ” الإدريسي “، من كبار مؤسسين علم الجغرافيا، والذي رسمها عام 1153 ميلادية و 548 هجرية. وكان أيضا متشبع بالعديد من العلوم الواسعة التي درسها في فاس وسبتة، من الأدب والهندسة والجغرافيا، بالإضافة مزاولته الطب، والسبب في كونه أول من رسم خريطة للعالم، هو زيارته للعديد من البلدان حول العالم، منذ أن كان بعمر السادس عشر، ليتعرف على مجموعة من الثقافات ومجموعة من التضاريس لمختلف الأماكن.
لقي الإدريسي شهرة واسعة في ذلك الزمان باعتباره، أحد أشهر علماء الجغرافيا، مما جعل ملك صقلية “روجر الثاني” يستدعي، من أجل مناقشة إنشاء خريطة تخص العالم بأسره، ومناقشة التضاريس وفصول المناطق.
بدأت رحلة الإدريسي من صقلية، بتمويل من الملك روجر الثاني، رسم أول خريطة لتشبيه الأرض من الفضاء، واستغرقت هذه الرحلة أزيد من خمسة عشر سنة من التجوال في الأرض، وتدوين أوصاف الناس للأماكن، ودراسة تضاريس الأرض، ليحقق في الأخير مراده برسم أول خريطة للعالم، على ورقة كان يقدر وزنها ب 150 كيلو جرام، وبطول ثلاثة أمتار ونصف، لكنها تعرضت للتلف بسبب تدهور الأوضاع السياسية في الصقلية، والتي مرت من نزاعات وحروب داخلية حول الحكم.
كان شكل أول خريطة بالعالم لا يشبه الخريطة اليوم، بحيث كان الإدريسي قد وضع الجنوب بأعلى الخريطة والشمال بالأسفل، ولكن بالرغم من ذلك استطاع الإدريسي تشبه تضاريس الأرض برسم أول خريطة في العالم، فقط بزيارة المناطق وأوصاف الناس، وكذلك استعمل مجموعة من القواعد المتعارف عليها في ذلك الزمان والتي نعمل بها إلى اليوم، كخطوط الطول والعرض، وأكد الإدريسي على أن الشكل الخارجي لكوكب الأرض كروي، وأن الشمال الأرض يعرف كثافة سكانية كبيرة مقارنة بالجنوب.
لا يوجد مكان محدد لوفاة الإدريسي، لكن هناك أقوال تقول أنه مات في صقلية، بعمر الواحد والستين سنة، في عام 1166 ميلادية و 559 هجرية. لكنه بقي معروفا إلى اليوم وخالدا في علم الجغرافيا، خاصة عند تأليفه لكتابه “نزهة المشتاق في اختراق الآفاق” الذي وثق فيه العديد من تجاربه في السفر، والكثير من الخرائط التي تخص مجموعة من المناطق عبر العالم تصل لأكثر من 70 خريطة، واليوم يوجد له نصب تذكاري في مسقط رأسه بمدينة سبتة في شمال المغرب
إرسال تعليق