وثبةٌ نوعيةٌ حقّقتها المرأة السعودية بعد أن سمحت وزارة العدل السعودية بشكلٍ رسميٍّ بممارسة مهنة المحاماة، فتحقق بذلك حلم الكثيرات من النساء السعوديات. و لعلّ من أبرزهن السيدة غالية الشمري التي حلمت بأن تصبح محامية، صبُرت ولم تيأس... الى أن تحقّق حلمها وهي في العقد الخامس من عمرها. درست الحقوق وهي أمٌ وجدّة وبعد حصولها على البكالوريوس، تخرّجت من الجامعة. هي إمرأة ذات طموحٍ يعانق السماء، آفاقها تجاوزت الجدران الأربعة للبيت حيث ربّت أولادها ومن ثم أحفادها بكل تفانٍ. إنه طموحٌ إمتدّ على مساحة بلدها، وهي اليوم محامية متدرّبة، كرّست نفسها وعلمها لخدمة النساء المظلومات والدفاع عن حقوقهنّ.
وفي السعودية، تشير الإحصاءات الى أن 57% من المخرّجين الجامعين في المملكة هم من النساء، وهنّ يودن بعد حصولهن على الشهادة الدخول الى ميدان العمل.
وتعقيباً على قرار وزارة العدل السعودية المذكور، نشرت منظمة "هيومان رايتس ووتش" في تقريرٍ لها صدر في 12نيسان (أبريل) الجاري، ما مفاده أن على المملكة السعودية أن تزيل العديد من العقبات لكي تتمكن المرأة السعودية من ممارسة المهنة بشكلٍ متساوٍ مع الرجل. إذ أن المحامية السعودية ستواجه صعوباتٍ جمّة، كونها تحتاج لمزيدٍ من الحقوق التي تحول دون التمييز ضد المرأة إن في قاعة المحكمة ودوائرها أو ما يتعلق بحرية السفر وإذن قيادة السيارة. هذا فضلاً عن الحاجة الى حقها في اتخاذ القرارات بنفسها بشأن حياتها المهنية، لاسيما في ظل نظام ولاية الأمر الذي ما زال مفروضاً على النساء في المملكة.
والجدير بالذكر أن أول رخصة محاماة في المملكة قد جرى منحها للسيدة بيان زهران بعد تدربها لثلاثة أعوام كمستشارة قانونية لدى مؤسسات المجتمع المدني، وهي اليوم تمارس حقها في الترافع أمام المحاكم، أصيلةً عن نفسها أو وكيلةً عن غيرها، من دون قيدٍ او شرط...
وأما اول محامية سُجلت فعلياً في قيد المحامي المتدرب فهي المتدربة أروى الحجيلي التي جرى تسجيلها بشكلٍ رسمي خلال الشهر الحالي. ويأتي منح الحجيلي أول تعريفٍ رسميٍ من الوزارة لممارسة مهنة المحاماة بعد سنواتٍ من المطالبة والمراجعة.
وإن ما يميّز السيدة غالية الشمري عن المحاميات السعوديات غيرها، ويزيد في تقديرها، أنها تابعت دراستها الحقوق، وهي أمٌ وجدّة.
أما الشروط الواجب توافرها في المرأة السعودية لممارسة مهنة المحاماة، فهي نفسها تلك المفروضة على الرجل. و لعلّ ابرزها الإستحصال على شهادة بكالوريوس في الحقوق من إحدى الجامعات المعتمدة في المملكة، والتدريب لأكثر من ثلاث سنوات.
وحالياً تحاول الوزارة إنجاز "نظام البصمة" للتأكد من هوية المحامية الماثلة أمام القاضي أو كاتب العدل لعدم الطلب إليها الكشف عن وجهها للتحقق من هويتها.
وأخيراً، لا بدّ من التذكير بأن أبرز المناضلات في سبيل حصول المرأة السعودية على حقوقها الأميرة"أميرة الطويل"، وهي عضو في العائلة المالكة السعودية، كونها زوجة الأمير الوليد بن طلال. وقد تساءلت الأميرة عبر وسائل الإعلام في مقابلاتٍ عدّة: لماذا ما زالت المرأة السعودية تُمنع من قيادة السيارة؟ كما طالبت بتعديل العديد من القوانين التي تحدّ من حقوق المرأة في المملكة التي يبدو أنها تتقدم في هذا المجال بحكمةٍ ورويّة.
إرسال تعليق