هي حملةٌ ملفتةٌ ، اطلقتها ناشطات سعوديات بإسم "مبادرة 26 أكتوبر"،وذلك بمشاركة بعض الإعلاميين و المتحمسين لقضايا المرأة،وهي تهدف الى تحدّي الحظر المفروض على قيادة النساء في المملكة ،كما و العمل على التسريع بإصدار القرار الرسمي بالسماح للمراة بالقيادة.ومن الجدير بالذكر أن هذه المبادرة تعدّ الثالثة من نوعها في المملكة منذ 23 عاماً،علماً ان السابقات قد انتهت جميعها بحظر القيادة علناً من خلال اعتقال المشاركات فيها.
إن حملة(26 اكتوبر ) ليس لها في الواقع اي مطالبٍ غير شرعية او غير قانونية،فالشرع و القانون يكفلان حق الانسان في التنقّل بحرية.كما ان النظام الأساسي للحكم في المملكة يكفل هذا الحق للنساء والرجال،علماً انه لا يوجد اي قانون يمنع المرأة السعودية من قيادة السيارة، الا ان هذه الاخيرة لم تُمنح رخصة سوق حتى اليوم بسبب العادات الإجتماعية والتقاليد التي حالت دون تمتعها بهذا الحق .
حدوث تغييراتٌ في المملكة لصالح المراة:
شهدت المملكة العربية السعودية في الآونة الاخيرة، مجموعةً من التعديلات في مجال حقوق المراة وذلك خلال فترة استلام الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود الحكم،مثل تعيينه 30 امرأةٍ أعضاءً في مجلس الشورى ،وامراةً في منصب نائب وزير. هذا فضلاً على السماح للنساء بخوض الإنتخابات المحلية عام2015 .
سيدات سعوديات استبقن الحدث :
ما ان جرى الإعلان عن المبادرة حتى استبقت بعض السيدات السعوديات حلول موعدها ،فانطلقن الى شوارع الرياض و جدّة و الخُبر بسياراتهن .و قد وثّقن تلك التجربة عبر تصوير انفسهن بهواتفهن، وعرض مقاطع من هذه التسجيلات على موقع "يوتيوب"
ان القيادة باتت حاجة بالنسبة للسعوديات:
*بدأ المجتمع السعودي بالنظر الى قيادة المراة للسيارة على انه حقٌ طبيعي و اختياري علماً ان المراة السعودية هي الأنثى الوحيدة في العالم التي لم تمنح بعد هذا الحق .
* مع دخول المرأة ميدان العمل بشكلٍ فعليٍّ،بات من المعيب ان تكون المراة معلمة واعلامية وموظّفة في القطاع العام ..وهي ممنوعة من قيادة سيارتها نتيجة اعتراض بعض المتشددين.
* ان بعض العائلات السعوديات لا تملك الامكانات المادية لتوظيف سائق فكيف للمرأة أن تؤمن حاجات بيتها وعائلتها؟
*إن شبكات التواصل الإجتماعي لعبت دوراً في توعية النساء على اهمية القيادة التي يُفترض ان تكون أمراً بديهياً بالنسبة لها.
*حوادث عديدة سجّلت في المملكة عن تعرّض بعض النساء للتحرّش والإيذاء من قبل سائقي سيارتهن
*إن عدم توافر وسائل نقل للنساء ادّى الى ارتفاع نسبة البطالة لديهن علماً ان الإحصائية التي أجرتها وزارة العمل في مطلع هذا العام تشير الى وجود 358 ألف عاطلة عن العمل
آراءٌ مؤيدة ...و اخرى معارضة :
* توقعت الأوساط السعودية أن تحقّق "مبادرة 26 أكتوبر" نجاحاً نوعياً في تحريك المجتمع السعودي و حث المسؤولين على الإسراع في منحها هذا الحق.
*دعا مركز الأبحاث الأميركي الى وجوب تركيز الجهود في مسالة اقناع السلطات السعودية من اجل رفع الحظر المفروض على قيادة النساء في المملكة. كما اعلن مركز واشنطن لدراسات الشرق الأدنى ان هذه الحملة ستكون مؤشراً هاماً لمدى رغبة السعوديين في دعم الاصلاحات الإجتماعية في بلدهم .
*إن ثلاثة نساء في مجلس الشورى السعودي وهن "لطيفة الشعلان" و"هيا المنيع" و"منى مشيط" قد تقدّمن بتوصيةٍ للمجلس، طالبن فيها بتمكين المرأة من حق القيادة وفق الضوابط الشرعية والانظمة المرورية. و قد أرفقن بتوصيتهن دراسةً للأسباب الموجبة، شرعياً وحقوقياً و امنياً و إقتصادياً .
*كتب الامير الوليد بن طلال ،وهو احد اقرباء العاهل السعودي، على حسابه على شبكة "تويتر" أنه من المؤيدين لمبدأ قيادة المراة السعودية للسيارة لأن ذلك من شانه ان يؤدي للإستغناء عن خدمات 500 ألف سائق وافد ،الأمر الذي يحمل مردوداً إيجابياً على المملكة ، إقتصادياً و إجتماعياً . لاسيما ان العائلات السعودية ستوفّر الكثير من الدخل لانها لن تضطر لدفع أجورٍ للسائقين.
* أعلن رئيس هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الشيخ عبد اللطيف آل الشيخ لوكالة رويترز الشهر الماضي أنه لا يوجد نص في الشريعة يحظّر على المرأة قيادة السيارة .
*أما الشيخ صالح اللحيدان وهو رئيسٌ سابقٌ لمجلس القضاء الأعلى، فقد اصدر فتوى مفادها أن النساء اللواتي يقدن السيارة يعرضن انفسهن لخطر الإضرار بمبايضهن ويخاطرن بانجاب اطفال مصابين بخلل إكلينيكي.ومن الجدير بالذكر ان الشيخ اللحيدان يعارض بشدّة الاصلاحات التي قام بها العاهل السعودي والتي ترمي الى منح المرأة المزيد من الحريات.
إرسال تعليق