Halloween party ideas 2015


دخلن الى معترك العمل باكراً، أردن ان يثبتن للكلّ ان المرأة مسؤولة وقادرة على التوفيق بين حياتها العائلية والعملية. إعتلين المناصب بثقة وجدارة وكتبن بالخط العريض: المرأة موجودة وفاعلة في المجتمع مثلها مثل الرجل.

قررن المضي قدماّ في حياتهن العملية وندرن حياتهن للوظيفة حتى آخر رمق. لكن دقت ساعة الصفر لمغادرة منزلهن الثاني بعد عمر من التفاني والإخلاص ، من حياة تعجّ بالمسؤوليات و المواقف العملية الطريفة الى حياة هادئة بطلها الوحيد " الفراغ ". ليس سهلا ان تترك وراءك كل انجازاتك وتمضي وحيدا الى عالمك المنزلي الجديد تحاولين اقناع نفسك أنه حان وقت الراحة بعد اعوام من الكد والعمل. فكيف تنقل المرأة تجربتها المهنية بسلبياتها وإيجابياتها وماذا ينتظرهن في المستقبل؟ أين هي اليوم بعد أن تقاعدت واصبحت تشعر بالفراغ بعد ان كانت في ما مضى مليئة بالإنشغلات والمسؤوليات العملية؟

تجارب وذكريات

بقيت إلهام 35 سنة في المصرف، لم تتعب يوماً ولم تمل من متاعب المهنة ومسؤولياتها. أحبت كل شيء، الضغط ، الدوام ، التسهيلات...لقد وجدت في المهنة إستمرارية وحياة متجددة. تقول:" لم أفكر يوماً بالرحيل بل على العكس كان عملي يعطيني القوة والدافع للمثابرة و كنت أعدل بين عائلتي ووظيفتي. وتتابع بالقول:" لدي 3 اولاد وهم اليوم يتكلون على انفسهم ويعملون . لكل واحد منهم وظيفته وحياته الخاصة. لم أقصر يوما تجاه عائلتي وزوجي، فلطالما حرصتُ على إتمام واجباتي على أكمل وجه، ونجحت في ذلك."

وعما حصل معها بعد أن تركت عملها تجيب:" بعد كل تلك السنين الطويلة، حان الوقت لأترك عملي بعد ان بلغتُ الستين من العمر . لم أفكر يوما ان التقاعد سيكون قاسيا وصعبا عليّ، فلطالما رأيتُ فيه راحة وهدوء بعد حياة صاخبة ومتعبة. لكنني كنتُ على خطأ وأدركتُ ذلك بعد 3 أشهر. لذا قررتُ ان أفتح محال أكسسوارت وجزادين، لأنني أدرك تماما انه ما من احد قد يوظف امرأة في مثل عمري. وقد رأيت انها الطريقة الوحيدة لأستمر في الحياة المهنية والشعور بالعطاء والمنفعة." وتتابع حديثها :" وجودي في المنزل احبطني جدا وبدأتُ انعزل عن الحياة الاجتماعية، حتى وصلتُ الى خسارة شخصيتي المرحة على حساب الجلوس في البيت والقيام فقط بالأعمال المنزلية. وأنا الان مسرورة لأنني اجد نفسي منتجة وقوية."

وبرأي إلهام من تعوّد على العمل يصعب عليه تقبل الجلوس في المنزل دون أي فائدة، وطالما أتمتعُ بصحة جيدة سأتابع ما بدأتُ به حتى النفس الأخير."

التجهيز للتقاعد

بعد سنين طويلة من الخدمة التي قدمتها سناء في شركة للإعلانات، تدخل اليوم الى عالم آخر مليء بالراحة والألم والفراغ. ترى سناء ان :"على المتقاعدة ان تكيّف نفسها على هذه المرحلة خصوصا إذا كانت حياتها العملية قبل التقاعد مليئة بالعمل من بداية دوامها اليومي حتى نهايته. وعليه فإن حياتها بعد التقاعد من المفترض ان تكون فترة راحة لكنها غالبا ما تكون عكس توقعاتها." وتروي سناء ان " التقاعد يعاني في البداية مضاعفات نفسية لا يجب غضّ النظر عنها مهما كانت بسيطة. فأسرتي تحاول ان تجنبني الكثير من الأعمال تحت حجة الراحة ما يؤثر على نفسيتي لدرجة كبيرة يجهلها من حولي سواء أكانت العائلة ام المجتمع. " وتستطرد بالقول:" أحيانا اشعر انني اصبحت عالة على الجميع وأنه لا حاجة لي، وهذه الحالة تصيب من يهوون العمل كثيرا و لم يعتادوا الخمول ."

"بعد ان قضيتُ عمري في العمل، لم أتقبل مسألة التقاعد بهذه السهولة" على حدّ قولها وتتابع :" لقد استلزمني الأمر بعد الوقت لأتقبل ان كل شيء انتهى وبدأت حياة جديدة ونمطا آخر من العيش. لكن قررتُ ان أقضي أوقات الفراغ الطويلة بإستثمار يوميّ بطريقة إيجابية تعيد لي حياتي الإجتماعية وراحتي النفسية والصحية. تغلبتُ على اثار تقاعدي وما ينتج عنه من فراغ وتعب نفسي، وانا اليوم استغل هذه اللحظات مع عائلتي واصدقائي من خلال النشاطات الاجتماعية والثقافية."

أقل إكتئاباً

تؤدي التغيرات النفسية لدى المتقاعدين الى حدوث مشكلات عدّة، منها ما يُسمى بالتمركز حول الذات والإنقطاع عن الحياة الإجتماعية والعناد وصلابة الرأي. ويؤكد الباحثون أن هناك علاقة وثيقة بين العمل والرضى عن الحياة، حيث تشير الدراسات الى ان المتقاعدين الذيم يعملون بعد سن التقاعد هم أقل شعورا بالإكتئاب النفسي مقارنة بالعاطلين عن العمل وذلك نتيجة لإنخفاض الروح المعنوية لدى الفئة الثانية مع الشعور باليأس والعجز.

فهل سنتمكّن من التغلب على حسرة التقاعد وخلق آفاق جديدة عنوانها الأول رحلة نحو استكشاف الحياة من منظورها الآخر؟

إرسال تعليق

MARIthemes

www.netsailors.com
يتم التشغيل بواسطة Blogger.