هي من أب كويتي وأم لبنانية، ثابرة لتصل الى أعلى المراكز ليس طمعاً بما يمثله المركز، بل فقط لإثبات قدرتها كإمرأة طموحة قادرة أن تدافع عن حقوق النسوة. هي معالي الوزيرة رولا دشتي، وزيرة الدولة لشؤون التخطيط والتنمية، ووزير دولة لشؤون مجلس الأمة، ابنة النائب السابق في مجلس الأمة الكويتي عبد الله علي دشتي. سعت عبر طموحها وثقافتها أن تكون مثالاً لكل النساء الرائدات في المجتمع.
الخبيرة الإقتصادية البارزة كما يصفها الجميع، ناشطة في مجال حقوق المرأة، وقد حالفها الحظ في السادس عشر من أيار/مايو في العام 2009 لتصبح إحدى النساء الكويتيات اللواتي انتخبن للبرلمان لأول مرة في التاريخ، بعد أن شاركت في العديد من الإنتخابات البرلمانية، وفي كل مرة كان تحقق مركزاً متقدماً، ولكنها لم تفز سوى بدورة العام 2009.
على صعيد النشاط التطوعي والاجتماعي الهادف تشغل الدكتورة رولا منصب الرئيسة المنتخبة للجمعية الاقتصادية الكويتية، وهي أول امرأة تترأس الجمعية منذ تأسيسها في العام 1970، وهي عضو أيضًا في اللجنة التنفيذية للقيادات العربية الشابة، ومؤسسة لمنظمة شراكة المرأة.
تعتبر الوزيرة ناشطة قيادية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وتدافع عن الإصلاح الديمقراطي، وتنشيط مؤسسات ومنظمات المجتمع المدني من أجل تحويلها إلى قوة دفع رئيسية خلف الإصلاح الاقتصادي والاجتماعي والسياسي، وتناضل من أجل مساواة بين الرجل والمرأة، وزيادة تعزيز دور الأخيرة في الحياة العامة. عملت مع جماعات الضغط "اللوبي" من أجل إصدار مرسوم شهر أيار/مايو 2005، الذي يسمح للمرأة الكويتية بالتصويت والترشح للانتخابات البرلمانية لأول مرة.
وفي المقلب الإجتماعي الدكتورة رولا عضو مؤسس للجنة الكويتيات المنسيات المعنية بقضايا المرأة الكويتية المتزوجة من غير كويتي. كما عملت كمنسقة ومديرة للعقود في برنامج الطوارئ وإعادة اعمار الكويت خلال فترة الغزو إلى ما بعد التحرير، كانت مستشارة للبنك الدولي، عملت مديرة لإدارة الاقتصاد بمعهد الكويت للأبحاث العلمية. وتولت منصب خبير اقتصادي رئيسي في بنك الكويت الوطني، عضو مؤسس في الرابطة الوطنية للأمن الأسري، عضو لجنة الكويت الوطنية للتنافسية، واخيراً عضو مجلس الأمناء لمؤسسة منتدى المستقبل.
تحصيلها العلمي
حاصلة على شهادة البكالوريوس من جامعة ولاية كاليفورنيا في مدينة تشيكو، كما على درجة الدكتوراه في الإقتصاد السكاني من جامعة جونز هوبكنز في الولايات المتحدة. ونالت جائزة الملك حسين للتنمية الإنسانية في العام 2005.
واختيرت ضمن قائمة الـ 50 شخصية عربية الأقوى في مجلة Arabian Business في العامين 2006 و2007، وضمن قائمة أبرز 20 سيدة أعمال عربية في مجلة Financial Times خلال العام 2008.
امرأة التغيير
جمعت الدكتورة دشتي بين الوطنية، الكفاءة والسياسة، كي تصبح واحدة من خيرة النساء علماً، ثقافةً، ومهنية. لم تسعِ يوماً للمنصب الوزاري، بل المنصب سعى اليها إذ أنها تستحقّه وبكل جدارة كونها إمرأة إستثنائية في تاريخ دولة الكويت.
أهّلتها خبراتها الإقتصادية والإدارية أن تكون من النخبة في مجالها، وقدوة للأجيال الصاعدة، خصوصاً النساء منها. هي النموذجية الطموحة، الفريدة التي إستغلت كل الفرص لخدمة وطنها وسيدات مجتمعها، ونجحت في أن تكون الأولى التي ثبّتت أولى خطوات التغيير في بلادها.
إرسال تعليق