الحياء والعادات جعلته ملفا شائكاً
نساء يلجأن لـ«الطلاق الفوري» بسبب فحولة الزوج
أسباب نفسية وراء كل عجز زوج «جنسياً»
إبراهيم اللويم ـ الدمام
برية تامة، وبخطوات متثاقلة، سبقها الكثير من التردد، تتقدم الزوجة بدعوى قضائية إلى المحكمة، طالبة الطلاق الفوري من زوجها، والسبب ببساطة أنه ضعيف جنسياً، وتبقى قضيتها، طي الكتمان، بسبب خصوصية الأمر وخطورته أحياناً.وتمتلئ المحاكم السعودية بعدد وافر من هذه النوعية من القضايا، التي تأخذ في الازدياد بسبب أسباب ضعف القدرة الجنسية لدى الرجال، الذي يحذر منه أطباء كثيرون، يرون أن تجاهل علاجه ومسبباته يؤدي إلى مشكلات اجتماعية كثيرة، أخطرها حالات الطلاق وتشريد الأسر.. وما خفي كان أعظم. "اليوم" فتحت هذا الملف الشائك، الذي يتعمد الكثيرون عدم الخوض فيه صراحة، نظراً لحساسيته لدى الأسر السعودية، التي تتمتع بقدر كبير من الحياء والعادات والتقاليد، تؤكد جميعها أن هذا الملف سيظل شائكاً وممنوع الخوض فيه... حتى إشعار آخر.
وتشير إحدى الدراسات العلمية التي تم الكشف عنها في المؤتمر الإقليمي للمنظمة العالمية لصحة الرجال والتي تمت استضافته أخيراً في مدينة جدة تحت عنوان "لماذا يعاني الرجال أكثر ويعيشون حياة أقصر"، أن هناك أكثر من 600 ألف رجل فوق الـ40 مصابون بضعف في القدرة الجنسية، بصورة طبيعية، وذلك لأسباب متعددة، ومن المحتمل ارتفاع عدد المصابين بالضعف ذاته في السنوات الـ15 عاماً، ليصل إلى مليون ونصف رجل داخل المملكة في حال لم يتم علاج الأسباب.
75 بالمائة
ويرجع محمد العبد الوهاب طبيب مسالك بولية أسباب ضعف القدرة الجنسية لدى الرجل خاصة ممن هم فوق الأربعين عاماً، إلى أمور متعددة، ويقول: "الأسباب هي متعددة، ولكنها مختلفة، حيث تنحصر في مجملها في سببين رئيسين، هما تعرض الشخص لحالة نفسية قد تفقده الرغبة في ممارسة الجنس أو التهابات في أعضائه التناسلية، قد تؤدي إلى عدم انتصاب العضو الذكري، وهذان السببان ينتج عنهما مسببات أخرى"، مضيفاً أن "75 بالمائة من نسبة الأشخاص الذين يعانون من ضعف القدرة الجنسية يكون بسبب الحالة النفسية التي يتعرضون لها، والتي تؤدي إلى عدم الرغبة في ممارسة الجنس، وربما يرجع ذلك إلى عدم الاستقرار، سواء في حياته العملية أو المعيشية، وكثرة الالتزامات المالية، وهذا قد يصيب الشخص بالتوتر والقلق، كما أن تعرضه لخسائر فادحة، قد يفقده الكثير من الأموال ومنها ما حصل في سوق الأسهم".
الأسباب العضوية
ويقول العبدالوهاب إن "الضغوطات العصبية التي يتعرض له الرجل قد تنعكس عليه سلبياً، وتعرضه لمضايقات في عمله، وكذلك العمل لساعات تزيد المعدل القانوني، والتفكير الدائم في مستقبله والخوف على أسرته، وقد يترتب على هذه الضغوطات إفراز بعض المواد الكيماوية في جسده، وذلك عبر غده تعرف بـ"الكاظرية"، وهذه تقع بين الكليتين قد تجعل قابليته للجنس ضعيفة.
ويتحدث العبدالوهاب عن الأسباب العضوية التي يصاب بها الرجال، وتعرض الأعضاء التناسلية لديهم إلى التهابات قد تؤدي إلى عدم قدرة العضو الذكري لديهم على الانتصاب، وقال: "هذا ناتج عن إصابتهم بأمراض متعددة كمرض السكر وارتفاع نسبة الدهون في الجسم، وتصلب الشرايين، كذلك فقدانه للذة والشهوة الناتجة عن كثرة الإفراز اللا شعوري من العضو الذكري، بسبب هبوط الهرمون، وهذا قد يسبب عدم دفع الدم وبالتالي لا يحصل انتصاب".
نسبة السكر
وأوضح العبدالوهاب أن هناك نصائح طبية عدة، ينبغي على الشخص الذي يشعر أن الرغبة الجنسية لديه ضعيفة، أن يتبعها من أجل استرجاع ما فقده، ولعل أهمها مراجعة طبيب متخصص لمعرفة السبب، فربما يكون عضوياً من خلال إجراء فحص شامل على الأعضاء التناسلية، بالإضافة إلى معرفة نسبة السكر في الدم والهرمون الذكري، وتناول بعض الأدوية اللازمة من أجل إيصال الحس الشعوري وإثارة اللذة الشهوانية.
ويدعو العبدالوهاب للابتعاد عن الضغوطات العصبية والتعب وأخذ قسط من الراحة، وممارسة الرياضة بشكل مستمر، وعدم الإفراط في السمنة"، مشدداً على أن "التثقيف الصحي شيء ضروري، خاصة من جانب الزوجة، بحيث تشجع زوجها على الجماع، بدلاً من أن تنفره".
وبين العبدالوهاب أن هناك بعض الرجال ممن هم فوق السبعين عاماً، لا يزالون يتمتعون بقدرة جنسية هائلة، قد لا تراها في بعض ممن يصغرونهم في السن، حيث لا يشكون من أي أعراض جانبية قد تعيقهم من ممارسة الجنس مع زوجاتهم".
وذكر العبدالوهاب أن البعض يلجأ إلى الطب الشعبي من خلال تناول بعض الأدوية المصنوعة من الأعشاب، من أجل زيادة الرغبة الجنسية لديه، لذا ينبغي عدم تناول أي علاج غير مرخص ومعمول لها دراسات طبية تبين مدى الاستفادة العلاجية منه.
دراسات طبية
أما صالح المالكي العضو في الاتحاد العالمي في البرمجة اللغوية والعصبية، وأحد الذين يمارسون العلاج بالأعشاب الطبيعية فيقول: "هناك الكثير من الرجال ممن يعانون ضعفا في القدرة على ممارسة الجنس، ويلجأون للعلاج الشعبي بعد أن فقدوا الأمل في إيجاد علاج لهم في الطب الحديث، من دون أن يعوا أن تناولهم هذه الأدوية قد تؤثر عليهم في المستقبل، خاصة أن هناك أعمارا لا تستجيب معها الأعشاب الطبيعية"، مبيناً أن "بعض الأدوية المصنوعة من الأعشاب عبارة عن مقادير معينة من بعض الأصناف الطبيعية، وبكميات محددة يتم خلطها مع بعضها البعض، لاستخراج دواء يمكن استخدامه لشيء معين، وهذا تجده في الغالب في هذه الأدوية غير المرخصة ولا يسمح بتناولها إلا بعد استشارة الطبيب".
يضيف المالكي أن العطار لا يملك ضمانات على الدواء الذي قام بتركيبه، وإعطائه للشخص الذي يلجأ لاستخدام العلاج الشعبي، وبأنه بعد فترة زمنية، قادر على ممارسة حياته الطبيعية بكل سهولة، هذا غير وارد لدينا، فالشفاء قبل كل شيء بيد الله، ولكن نحن نكون سبباً في ذلك".
مدة زمنية
وعن أنواع الأعشاب التي تستخدم في إضفاء نوع من الرغبة لدى الرجل على ممارسة الجنس، بحسب قول المالكي أن "عشبه المليسة والتي تجلب من بادية الشام وإفريقيا والمناطق هي التي يتم أعطاؤها الأشخاص لأنها تعطى الراحة النفسية لدى الشخص والتي قد تنعكس على حياته الزوجية، حيث توضع في الماء لمدة زمنية محددة ومن ثم تناولها بعد هرسها".
ويضيف المالكي أن هناك بعض الأعشاب قد تفيد في علاج السكر مثل أعشاب المرة والحلبة كذلك العسل والسمسم والحبة السوداء وهذه الأشياء تفيد مع الذين يعانون من التهابات البروستات الذي قد يؤدي إلى ضعف جنسي.
عدم القدرة
ويقول عيسى الفايز أخصائي نفسي في مستشفى الصحة النفسية في محافظة الأحساء إن "أكثر من 50 بالمائة من مراجعي عيادة الصحة النفسية يعانون من الضعف الجنسي، بسبب تناولهم الأدوية المهدئة، وهذه المسكنات العلاجية تضعف القدرة الجنسية لدى المريض بشكل كبير".
وبين الفايز أن هناك أسبابا قد تؤثر على الحياة الزوجية في بدايتها، ومنها الشعور بالخوف من عدم القدرة على اختراق غشاء البكارة كذلك، وقلة الخبرة لدى الشخص من حيث عدم معرفته بأسرار الحياة الزوجية، أيضا ممارسة العادة السرية بإفراط عندما كان في سن المراهقة، وهذا يؤثر بشكل كبير في ممارسة الجنس عندما يتزوج".
إرسال تعليق