Halloween party ideas 2015


تعبّر الفنانة دلال فرح بيرد عن كل ما يختلج نفسها من صراعات، فتضع رغباتها في الواجهة، نظرتها التفاؤليّة وإصرارها على تخطي كل العوائق والعمل على خلق مستقبلٍ مشرقٍ. كل ذلك من خلال لوحاتها التشكيليّة التي تعكس تجاربها وخبراتها في الحياة.

وفي أول معرضٍ لها، اختارت موضوع الخلايا البشرية ليكون مصدر إلهامها الأكبر فجعلت من كلّ لوحاتها خلايا تنبض بالحياة وتنطق بالمشاعر والأحاسيس الإنسانية. فاعتبرت أن الخلايا البشرية تدعو إلى التعجب نظراً لصغر حجمها، عددها الكبير، دورها المهم وتأثيرها على جسم الإنسان.

كذلك تعبتر دلال فرح بيرد أن الروح هي التي تشكّل الجسم، فعندما يدرك الفرد ذلك، تتغيّر نظرته للحياة بشكل دراماتيكي.

وتؤكّد هذه الفنّانة أنّ الخلايا البشرية تأخذ أمراً من الدماغ وتتصرف على أساسه. لذا علينا إبعاد الأفكار التي قد تسبب لنا الأذى والسعي دائماً إلى التفاؤل. فإذا استطعنا التفكير بإيجابية، يمكننا الحفاظ على صحتنا وحمايتها من كل المخاطر التي قد تحدق بها.

ولدت الفنّانة دلال فرح بيرد في دمشق وعاشت مع عائلتها في زحله. تجلّى حبّها للفنّ منذ صغر سنّها. تزوّجت من رجلٍ بريطاني وبقيا معاً في بيروت إلى أن أجبرا على الرحيل إثر الحرب اللبنانية، فتنقلا بين عدد كبير من البلدن.

ونتيجةً لتنقلهما المتكرر من بلدٍ إلى آخر، تعرّفت دلال إلى الكثير من الحضارات والمعتقدات. كما رزقت بابنتين هما أماندا وناديا. إلا أنها مرّت بظروفٍ سيئة أجبرتها على التوقف عن الرسم، وهي طلاقها من زوجها واضطرارها لتربية ابنتيها والاعتناء بهما بمفردها في أستراليا. من هنا نرى أنها عانت الكثير جرّاء بعد عملها واضطرارها للإبتعاد عن ابنتيها.

والجدير بالذكر أنّه بعد وفاة إبنتها ناديا التي كانت طالبة جامعية ذكيّة ومحبوبة بين أصدقائها بسبب المرض، وفقت أماندا إلى جانب أمّها لتمدّها بالدعم من خلال شخصيتها القويّة الواثقة. إختارت دلال تحويل حزنها إلى فرحٍ وشكر لله لأنه رزقها بناديا. وعبّرت عن فخرها لأنها تمكنت من الإهتمام بها إلى حين وفاتها وهي في الثالثة والعشرين من عمرها.

وفي السنة نفسها وبعد أن قامت بزيارة متاحف بيكاسو ودالي مع أماندا، قررت العودة إلى الرسم. فرسمت لوحةً أطلقت عليها إسم "الليالي الممطرة" (The Rainy Nights).

وتقول دلال: "لم أختر أبداً الجلوس في الزاوية والشعور بالأسى على ما أنا عليه، بل إخترتُ أن أقوم بتنفيذ رغبتها، قررتُ الإحتفال بحياة ناديا عوضاً عن الحزن على خسارتها".

وهكذا تمكنت دلال فرح بيرد من تخطي أحزانها ومآسيها من خلال الرسم بالألوان وإحياء ذكرى ابنتها في كلّ لوحةٍ من لوحاتها النابضة بالخلايا المعبّرة عن الحياة والفرح والتفاؤل.

إرسال تعليق

MARIthemes

www.netsailors.com
يتم التشغيل بواسطة Blogger.