من منّا لم يسمع بنور ومهند، بفاطمة وكريم، وبنجلا وليلي وقيس وسواهم من أبطال المسلسلات التركية المدبلجة التي تعرض على شاشات التلفزة العربية وقد أضحت هاجس المشاهدين وشاغلهم على اختلاف شرائحهم وأعمارهم. فالنساء ليست وحدهنّ من يتابع هذه المسلسلات، بل انتقلت العدوى أيضًا إلى الشابات، فالجدّات والرجال أيضًا.
ما سرّ هذا الإدمان، إن صحّ التعبير، على هذه المسلسلات؟
البعض يقول أن هذه المسلسلات قد فضحت نقصًا كبيرًا في المجتمع العربي إلى الرومنسية، وتوق إلى أحلام الحبّ والجمال، فيما رأى البعض الآخر فيها مضيعة للوقت وتفاهة، أما آخرون فاعتبروها طريقة للتعرف أكثر إلى ثقافة جديدة، فيما لم يعلّق عليها آخرون معتبرينها ظاهرة عادية مشابهة لمتابعة الأميركيين، وعلى مرّ سنوات، لمسلسل The bold & the beautiful أو لمسلسل Neighbors الأسترالي أو حتى لسلسة Friends الكوميدية التي خطفت أنظار المشاهدين في مختلف أنحاء العالم، حتى العالم العربي بحيث تمت دبلجتها إلى العربية.
قصص وروايات
تُسمع قصص وروايات عن أزواج تطلّقوا بسبب هذه المسلسلات، أو علاقات حبّ تهدّمت بفعلها، أو حتى عن امتناع فتيات عن الزواج قبل أن يجدن من يجسّد صورة أمير الأحلام الجديد بنظرهن، مهنّد أو سواه. كما تسمع قصص عن أمهات رفضن تحضير الطعام لأولادهنّ أو الاهتمام بهنّ قبل انتهاء حلقة المسلسل.
صحيح أن هذه الأمور تبقى استثناءات إلا أنه إن كان الرجل سيطلق امرأته لأنها لا تشبه فاطمة، وإن كانت المرأة لن تقبل بزوج ما لم يكن أرستقراطيًا ووسيمًا، وإن كانت المرأة ستنشغل عن بيتها وأولادها بمسلسل فكل هذه إشارات تدعو للعجب والاستغراب!
وسائل الإعلام
لقد أثارت المسلسلات التركية المدبلجة ضجة إعلامية عربية تفاوتت بين التأييد والخوف على الهوية العربية إلا أن انجذاب المشاهدين إليها بهذه الطريقة يستحق الدراسة، فربما تفتقر المسلسلات العربية إلى ما يشدّ
المشاهدين، أو ربما تقدّم هذه المسلسلات المدبلجة نظرة جديدة للمشاهدين بعيدًا عن روتين المجتمع العربي ومشاكله.
وختامًا، نقرّ بأن الدراما التركية تأخذ حيزًا هامًا من الوقت الذي نقضيه أمام شاهدة التلفزة، إلا أن المجتمع العربي قد سبق له أن عرف مثل هذا الإدمان على المسلسلات المصرية أمثال "ليالي الحلمية" وعلى المسلسلات المكسيكية المدبلجة مثل "أنت أو لا أحد" وحتى على المسلسلات اللبنانية مثل "روبي"، إلا أن ما يميز المسلسلات التركية هو تكرار عرضها وتخصيص ميزانيات هائلة للترويج لها ما جعلها ترسخ في أذهان الناس وتصبح حديثهم الشاغل.
وأنت أيتها القارئة الحكيمة، أترين في هذه الظاهرة إدمانًا ومغالاة أم تعتبرينها ظاهرة عادية وستمرّ؟ شاركينا رأيك على موقع حياتك بالتعليق على هذه المقالة.
إرسال تعليق