Halloween party ideas 2015


لطالما إرتبط الجمال إرتباطاً وثيقًا بالمرأة، ففي حين يراه البعض نعمة من الله، ينظر إليه البعض الآخر على أنه نقمة.

وللأسف ينظر الناس للمرأة على أنها تحف فنية يجب التمتع بها وبمظهرها أينما وجدت. فنرى الرجل يريد أن يتزوج جميلة، والمدير يرغب بتوظيف جميلة، وحتى الأب يريد طفلة جميلة من أم جميلة!

والسؤال أو الجدلية المطروحة هي: هل فعلاً المرأة الأجمل هي الأكثر حظاً؟ وإلى أي مدى ممكن أن نعتبر الجمال جواز عبور للأسهل على كل المستويات؟ وهل المرأة الأقل جمالاً هي الأقل حظاً أم أن الجميلة يجب أن تضاعف جهودها لتبرهن عن قدراتها؟

رئيس جمعية "قل لا للعنف"، والناشط في مجال الدفاع عن حقوق المرأة طارق أبو زينب، إعتبر أن المرأة الأجمل في بعض الأحيان هي الأوفر حظا" نتيجة إستغلالها وإستغلال جمالها في شتى المجالات ولا سيما في أماكن العمل.

وكوننا نعيش في مجتمع تحكمه الذكورية نعتبر أن المرأة هي وسيلة تستخدم لإنجاز صفقات ما او التسويق لمنتج معين يتطلب ظهور جميلة، فغالباً ما تستغل في الإعلان والإعلام.

وأضاف أبو زينب: من المؤسف القول أن معظم الشركات والمؤسسات تبحث عن "سكرتيرة" جميلة مثلاً كونها واجهة المؤسسة، وتطلب مقاييس جمال تكاد تكون عالمية، وتغض النظر عن الكفاءة والجدارة والخبرة! فالجميلة ممكن أن تتمرس بالعمل وتصبح ذا خبرة،على حد قول البعض، ولكن الكفوءة لا يمكن أن تصبح جميلة!

ويعتبر أبو زينب من جهة أخرى، أن المرأة بحد ذاتها تساهم إلى حد بعيد في تكوين هذه الصورة النمطية عنها، فبمجرد توجهها بالتقدم لوظيفة ما أو لمنصب معين نراها تتزين بأحلى الثياب وبأجمل الحلى، وكأنها وبطريقة غير مباشرة تقول للآخر" أنظر أنا جميلة" أو أنظر إلى جمالي فقط" .

من هنا على المجتمع أن يتعامل مع المرأة ليس وفق جمالها فقط بل النظر بتعمق في قدراتها المهنية وذكائها والمطلوب عدم دمج الجمال بالثقافة والخبرة.

وأضاف أبو زينب في حديث لموقعنا أن بعض الرجال يعتبرون أن وجود إمرأة جميلة إلى جانبهم هو إنتصار لعقدة داخلية مترسخة في داخلهم، ولكن غالباً ما تتبلور هذه العقدة مع مرور الوقت بالإنفصال أو بنزاع معين، والسبب يعود إلى الغيرة وعدم الثقة بالشريك الآخر" الجميل"، فمن هذا المنطلق ندعو المرأة إلى أن تكون جميلة ومثقفة ولا داعي للغرور وألا تعتبر جمالها جواز للعبور إلى أماكن أو مناصب تحلم بها. فالواقع يقول إن جواز العبور الأجدر سواء لقلب الرجل أو حتى للمجتمع هي الثقافة الحقيقية والعلم والمعرفة.

من هنا، يضيف أبو زينب، يجب ألا يشترط في المرأة الجميلة الغرور وضحالة الثقافة، ولكن نسبة ليست بالقليلة من هؤلاء بتن متناسيات حقيقة مهمة مفادها أن الجمال السطحي مهما طال عمره فلا بد له من زوال، تماماً كالأزهار. ولهذا فالمرأة الجميلة التي لا تعدّ ذاتها ليوم يغيب فيه عنها الجمال قد لا تتحمل زواله أو ذبوله.

من جهتها إعتبرت منسقة النظم الإدارية والبحوث الإجتماعية في جمعية "قل لا للعنف" رلى سهيل أنه لطالما ألصقت صفة الجمال بالمرأة التصاقاً موثوقاً، فمنذ القدم حتى يومنا هذا نلاحظ أنّه رغم إختلاف معنى الجمال بين زمنٍ وآخر، إلا أنّ هذا لم يعنِ تطوره نحو الأرقى أو الأسمى.

وأضافت سهيل: حاولت الثورات النسائية منذ نشوئها جاهدة، بالعمل بشراسةٍ على رفع شعارات المساواة مع الرجل، وهتفت عالياً مطالبةً بتغيير الصفّات النمطية المسقطة على المرأة، التي تحصرها في قوالبٍ تخفف حظوظها بالمساواة. فغالباً ما نستعمل عبارة "المرأة الجميلة الحنونة الحساسة" يقابلها الصورة النمطية المسقطة على الرجل بعبارة "الرجل القوي الشجاع الذكي ".

وأسفر عن هذه المطالبات والحملات تغييرات كبيرة على مستوى المساواة، وأعطيت حقوق كثيرة في مختلف جوانب العالم. إلا أنه يشهد عالمنا الحالي حالة تسويقية متطرفة لإعادة لصق صفة الجمال بالمرأة كعنصر أساسي من "هويتها الجندرية"، خاصة في عالمنا العربي الذي يمارس حالياً ضغطاً على المرأة مستخدماً الإعلام بنشره لصورة نمطية ممثّلةٍ بنساء جميلات، تحتل الشاشات، رغم فقدان بعضهن للعمق المطلوب، الأمر الذي يعكس صورةً عن مجتمعنا العربي الذي يحاول طرد المرأة من أغلبية الأطر التي تتطلب مميزات غير الجمال : كالتفكير والذكاء والتغيير والبحث ..الخ.

ولا بد من الإشارة هنا إلى سببين أساسيين، تضيف سهيل:

الأول : هو رفض المجتمع الذكوري لنماذج أخرى للمرأة تطالب بالتغيير، فتخرج عن سيطرتهم.

الثاني : هو تحكّم الرجال بالقوة التسويقية نسبةً لسيطرة العنصر الرجالي على وسائل الإعلام والتسويق، وطبعاً من صالح الرجال هنا التسويق للسلعة الأجمل والأكثر مبيعاً، بالإعتماد على شعار يبثه في اللاوعي الإجتماعي عنوانه : "المرأة الأجمل هي الأوفر حظاً".

وتختم سهيل لتقول: "وبما أنّ الحظ في جيب الرجل فربما الأصح أن نقول : "المرأة الأجمل هي الأوفر رجلاً ".

إرسال تعليق

MARIthemes

www.netsailors.com
يتم التشغيل بواسطة Blogger.