Halloween party ideas 2015



من قال ان الجمال والسمنة نقيضان لا يجتمعان، ومن الذي وضع معايير الجمال الحالية التي تُفرض على عارضات الأزياء والمتقدّمات لمسابقات الجمال محلّياً وعالمياً، وتقضي بأن يكن "جلدة على عظمة" وفق المثل الشعبي الشائع.

غير ان الكثير من الناشطات قرّرن ان يكسرن تلك القاعدة لإعادة الاعتبار إلى البدينات، فظهرت مبادرات عدّة حول العالم، كان أبرزها مسابقة ملكة جمال المستديرات التي تقام سنوياً في فرنسا، علماً ان عبارة "بدينات" تطلق على البدينات في فرنسا، والمفارقة أن تلك المسابقة استطاعت ان تستقطب عشرات المتنافسات الرافضات لمعايير الجمال التقليدية.

المسابقة التي اختلفت عن اي عام مضى لا سيما في عدد المشاركات، توجت في ختامها هيسلين بلانشون ملكة لجمال بدينات وهي تبلغ من العمر 29 عاماً وتزن 96 كيلوغراماً! وبعد اعلان النتيجة، أشارت هيسلين إلى انها فخورة باللقب وستعمل جاهدة لتستحق تمثيل المستديرات الجميلات في بلادها.

واللافت في المسابقة جدّيتها، فهي تعتمد على معايير جمالية جديدة وأسئلة ثقافية في اختيار الملكة، ولا تسعى ابداً الى تقديم برنامج ساخر كالكثير من البرامج التي تتعامل مع البدينات كمادة للسخرية، بل يسعى منظّموها ببساطة، الى الإشارة إلى ان الجمال موجود حتى لدى السمينات ويمكنهن ان يتحلين بالجاذبية والتميّز ولو كن يعانين من وزن زائد، فهل نجحوا في إقناعنا بذلك؟

نظرة في التاريخ

اذا ما بحثنا في معايير الجمال التي كانت سائدة في التاريخ، نجد ان المواصفات الحالية طارئة عليها ومختلفة تماماً، ويكفي ان ننظر إلى التماثيل والأعمال الفنيّة الإغريقية واليونانية القديمة التي تصوّر المرأة، لنكتشف ان معايير الجمال في ذاك الزمان تختلف عما هو رائج في أيامنا هذه. فقد كانت المرأة المثالية هي التي تتمتّع بأرداف عريضة، في حين كانت تعتبر العظام النافرة والنحافة دليلاً مرضياً لا يرتقي الى معايير الجمال.

وحتى لدى العرب في الجاهلية وما بعدها، إذا ما تعمّقنا في القصائد التي تمجّد النساء لوجدنا ان المرأة الجميلة بنظر الشعراء آنذاك، هي مكتنزة الفخذين، كبيرة الصدر، وعريضة الردفين والمنكبين فضلاً عن الوجه الأبيض والشعر الأسود الداكن. كما أمعن الفن التشكيلي في عصر النهضة في إظهار النساء المكتنزات كرمز للجمال، وتبدو لوحات رامبرنت ورينوار ومانيه خير دليل على تلك المعايير التي شكلت بعداً آخرا في الواقعية التشكيلية.

وتبعاً لما تقدّم، فإن معايير الجمال اختلفت على مرّ الازمنة، وهي بالطبع تختلف من رجل إلى آخر والأهم من كل ذلك، أن تثق بمكامن الجمال التي تتمتّع بها ليشعر بها الآخرون.


إرسال تعليق

MARIthemes

www.netsailors.com
يتم التشغيل بواسطة Blogger.