Halloween party ideas 2015


إنها رلى حطيط... المرأة الوحيدة التي حقّقت أحلام الكثيرات في قيادة الطائرة. هذه المهنة التي برعت بها النساء في بعض الدول العربية كالكويت وسوريا والأردن ودول المغرب العربي أدخلتها رلى وحدها الى لبنان. منذ سنتين كان الحلم وترقّت إلى رتبة قبطان طيار وطارت بأحلامها الى عالم كان ولا يزال يعتبر حتى هذه اللحظة حكراً على الرجال. في هذا الحديث لموقعنا روت لنا رلى تفاصيل إختراقها لهذه المهنة.

لماذا اخترت هذه المهنة وهل كان من الصعب عليك التأقلم معها كإمرأة؟

لم أختر هذه المهنة بإرادتي وبتصميم مسبق مني، بل شاءت الصدف أن زميلاً لي في الجامعة الأميركية حيث كنت أدرس مادة الرياضيات أخبرني ومجموعة من الزملاء - وبطريقة تهكمية- بأن شركة "طيران الشرق الأوسط" تطلب طياريين إناثاً وذكوراً. فخضت تحدياً وإياه، وما كان إلا ان بادرني بالقول : "النسوان ما بيعرفوا يقلو بيضة" وقلت عندها نتقدم سويا ولنرى من سينجح؟ وهذا ما حصل بالفعل، فمن أصل مئات الطلبات اجتزت الإمتحانات الخطية ومن ثم الشفهية وبدأت مرحلة الدراسة في إسكتلندا لمدة سنة ونصف تقريباً لأصبح بداية مساعد طيّار.
كيف كانت ردة فعل المحيطين بك وخاصة ان هذه المهنة كانت بعيدة عن مجال دراستك وخياراتك؟

قوبلت بمواجهة شديدة من قبل الأهل طبعاً، كان أهلي كجميع الأهل يرون في ابنتهم حاملة لشهادة الدكتوراه. أبي عارضني كثيرا وخاصة اني نلت المرتبة الأولى في قسم العلوم في الجامعة وحصلت على زر ذهبي من الرئيس الراحل رفيق الحريري. وهنا خضت تحدياً جديداً، فقلت لأبي إما أن اطير او أبقى في المنزل ولن أكمل دراستي. فما كان منه إلا أن رضخ لأحلامي ورغباتي، وها هو اليوم فخور بي الى أبعد حدود.

والتحدي الثالث الذي خضته كان من قبل المجتمع والنظرة الدونية لقدرات المرأة. فمجتمعنا العربي لم يعتد بعد على خوض الفتيات لمهن جديدة وفريدة من نوعها. الدراسة كانت صعبة طبعًا وخاصة أنني لا أملك أية خلفية أو فكرة عن هذه المهنة من قبل. لكن الحمدالله كنا فتاتين وحيدتين مع ما يقارب الـ 500 شاب ندرس مهنة الطيران.

وعندما عدت الى بيروت كانت الصعوبة بإقناع من حولي أنني قادرة على قيادة الطائرة تمامًا كما يفعل الرجال.
ألا يعتبر وجودك مع مئات الشباب تدرسين الى جانبهم هذه المهنة تحدياً وقوة بحد ذاته؟

بالطبع فكنت مضطرة في كثير من الأحيان ان ألبس مثلهم وأن أبقى قوية لإثبات ذاتي وأبرهن أنني قادرة على منافستهم. ولكن بالفعل تلقيت دعماً كبيراً من زملائي اللبنانيين ضمن الدفعة وهذا ما جعلني أتغلب على المصاعب.

كيف كسرت حاجز العاطفة والقلب الرقيق الذي تتسم به النساء على وجه العموم؟

قيادة الطائرة فيها مسؤولية كبيرة وتتطلب قلباً قوياً وإرادة صلبة . فلا مجال لتحكيم العاطفة أو تغليبها في هكذا مواقف وأرواح المئات بين يديك. أنا أفصل بين حياتي المهنية وحياتي العائلية. فأنا في المنزل أماً أبكي وأرتعب على أطفالي أما على متن طائرتي ومتى اقفلت باب قمرة القيادة، أتحول إلى إنسان مختلف فأفرّغ خبرتي وكل ما تعملته ولا أزال أتعلمه في خدمة مهنتي وسلامة الآخرين.

كيف تكون ردة فعل الركاب عندما ترحبين بهم ويدركون أنك إمراة؟

لا شك أن معظم الركاب لا يعجبهم الامر ويخافون في البداية. ولكن في هذا الإطار أودّ أن أسأل سؤالا: ما الفرق بين المرأة والرجل؟؟ لا شيء...انا أؤمن بالمساواة التامة بينهما لا بل وأشدد على أن المراة قادرة على أن تلعب عدة أدوار في وقت واحد الأمر الذي يصعب على الرجال ويرهقهم.

فنرى المرأة مثلاً تصحو باكرأ تحضّر أطفالها للمدرسة وتحضر نفسها للذهاب الى العمل ومن ثم تعود الى المنزل وتحضر الطعام وتساعد أولادها في دراستهم، وتهتم بزوجها وبحياتها العائلية والإجتماعية من دون أن تتذمر ابدأ.

ولكن بوضعي أحمد الله ان زوجي طياراً أيضاً ويعرف جيداً مشقات هذه المهنة ويساعدني ويساندني في المنزل والمهنة وفي تربية الأطفال. فهو يدرك أهمية أن أنام جيدًا وأن أرتاح قبل كل رحلة ويدرك أيضاً الضغط والتعب النفسي والجسدي بعد كل رحلة. وهذا الأمر يريحني ويعطيني دعماً أكبر.

أنت أم لولدين، هل يراود اطفالك رغبة في خوض المهنة؟

الاطفال هم نعمة من الله عز وجل، وهم أغلى وأجمل تجربة تمر بها المرأة في حياتها. مهنتي حتّمت على أطفالي تحمل المسؤولية منذ الصغر كونها تتطلب غياباً لأيام عن المنزل. فهم مسؤولون أكثر بكثير من الاطفال بعمرهم. ولكن على المقلب الآخر أصبح لديهم نفور من هذه المهنة لانها تحرمهم من رؤيتنا باستمرار.

اليوم وبعد مرور 16 عامأً على خوضك المهنة... ماذا تشعرين؟

أحب مهنتي كثيراً رغم الصعوبات والتحديات التي واجهتني. فكل رحلة مختلفة عن الأخرى. فريق عمل مختلف، ركاب مختلفون، أحوال جوية مختلفة... اضافة الى التدريبات المستمرة والمكثفة بصورة شبه دورية ودائمة... كلّ هذه العوامل تبعدني عن الروتين وتزيدني تعلقاً وشغفاً بها.

هل من كلمة أخيرة تودين توجيهها إلى قارئات حياتك؟

إني أدعو كل الفتيات إلى أن يتسلّحن بالقوة والشجاعة والقناعة، ويؤمنّ بأنهنّ قادرات على الوصول إلى ما يردن بالإرادة الصلبة والثقة بالنفس.

إرسال تعليق

MARIthemes

www.netsailors.com
يتم التشغيل بواسطة Blogger.